6 أطفال على سرير الموت.. ماذا حدث داخل بيت "عليوة" في العياط؟
جثة طفل - أرشيفية
كتب- صابر المحلاوي:
مجرد أن أشرق الصباح، توجهت الأم إلى غرفة أطفالها الثلاثة كعادتها اليومية، لتوقظهم استعدادًا ليوم جديد. طرقت الباب بلطف، ثم دخلت وعلى وجهها ابتسامة أم تنتظر ضحكات الصغار، لكنها لم تجد سوى صمت ثقيل يملأ المكان. لحظات مرت كأنها دهر، قبل أن تسرع نحو زوجها "عليوة" تستغيث به.
في بيت متواضع بقرية المتانيا التابعة لمركز العياط جنوب محافظة الجيزة، استيقظت أسرة على واحدة من أبشع المآسي الإنسانية، بعد وفاة ثلاثة أطفال أشقاء داخل منزلهم في ظروف غامضة، عقب تناولهم كوبًا من عصير الجوافة في الليلة السابقة.
القصة بدأت في مساءٍ عادي كأي ليلة مرت على الأسرة، تناول الأطفال الثلاثة — "أحمد" و"محمد" و"عبدالله"، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات — طعام العشاء مع والديهم، وبعدها قدمت لهم الأم كوب عصير جوافة من صنع يديها، ثم خلدوا إلى النوم، في مشهد أسري دافئ لم يكن ينذر بالكارثة القادمة.
مع بزوغ شمس اليوم التالي، حاولت الأم إيقاظ أطفالها، لكن المفاجأة كانت صادمة، إذ لم يُظهر أي من الصغار أي استجابة. أسرعت الأم نحو زوجها وتبلغه بالكارثة، وتم نقلهم إلى المستشفى.
الأجهزة الأمنية تلقت بلاغًا من المستشفى بوصول جثامين ثلاثة أطفال أشقاء دون إصابات ظاهرية، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث مركز العياط لمكان الحادث، وتبين أن الوالدين من ذوي الهمم "صم وبكم"، وتم الاستعانة بخبير إشارة لاستجوابهما حول الواقعة.
التحريات الأولية التي قادها اللواء هاني شعراوي مدير مباحث الجيزة، والعقيد هاني عكاشة مفتش مباحث فرقة جنوب الجيزة، كشفت أن الأطفال لم تظهر عليهم علامات عنف أو اختناق أو إصابات خارجية، ما دفع الشكوك نحو وجود مادة سامة تناولها الأطفال دون قصد.
وكلفت النيابة العامة الطب الشرعي بتشريح الجثامين، وسحب عينات من الكبد، والرئة، والنخاع، وأخرى حشوية، للتأكد من وجود أي آثار تسمم، مع التحفظ على بقايا الطعام والعصير الذي شربه الأطفال لتحليله.
الصدمة الأكبر كانت حين كشفت التحريات عن سوابق مأساوية في حياة الأسرة؛ إذ تبين أن الوالدين فقدا 3 أطفال آخرين في وقت سابق بنفس الطريقة الغامضة، البداية كانت بوفاة طفل ذكر، تلتها وفاة توأم بنات، ثم تأتي الفاجعة الأخيرة لتكمل دائرة المأساة بفقد الأبناء الثلاثة الباقين، ليُصبح إجمالي الضحايا من نفس الأسرة 6 أطفال خلال سنوات قليلة.
أهالي القرية بدأوا في تداول روايات مرعبة، البعض تحدث عن أن المنزل "مسكون بالجن"، ما دفع الأسرة في وقت سابق لتركه والانتقال لمنزل آخر، قبل أن تلحق بهم المأساة في مقرهم الجديد أيضًا.
النيابة العامة تواصل التحقيقات لكشف الحقيقة، ومباحث الجيزة تكثف جهودها لكشف غموض الواقعة، وبيان ما إذا كان هناك شبهة جنائية، أم أن وفاة الأطفال نتيجة تسمم عرضي بمبيدات أو مواد كيميائية.
فيديو قد يعجبك: