رصاصة في الرأس وأخرى في الرقبة.. هكذا سقط الحداد الصغير في اشتباكات مقهى بالشرقية- صور
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت - فاطمة عادل:
في قرية كفر شلشلمون التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، لم يُثر إطلاق النار مساء السبت الماضي أي دهشة، لكن صرخات أبٍ مكلوم – يعاني إعاقة ذهنية، اخترقت جدار الصمت، حين بلغه النبأ الفاجع "ابنك جودة اتقتل". انطلق الأب ركضًا نحو المستشفى، اثنان كيلومتر من الوجع، لم يتوقف خلالها، كان يطلق صوتًا مبحوحًا، خليطًا من البكاء والمناجاة. مشهد الأب الراكض وحده، وصوته المكسور، حرك مشاعر الأهالي، وأشعل غضبهم من انتشار تجار المخدرات بالقرية.
جودة، شاب لم يُكمل عامه العشرين، كان يعمل حدادًا مسلحًا، والعائل الوحيد لأسرة مكونة من 8 أفراد. روتينه اليومي: كوب شاي على المقهى مساءً، ثم عودة إلى البيت واستعداد للعمل.
لكن مساء السبت الماضي حمل نهاية مأساوية بعدما توقفت سيارة ميكروباص تقل مسلحون فجأة أمام المقهى، فتحوا النار على الجالسين، مما أسفر عن مقتل جودة في الحال وإصابة 4 آخرين.
شقيقه، الذي كان يجلس بجواره، حاول الاحتماء من الرصاص وسحب جودة بعيدًا، لكنه لم يتمكن من إنقاذ أخيه، الذي أصيب بطلقتين في الرقبة والرأس.
في محاولة يائسة، سارع الشقيق بنقل جودة إلى المستشفى باستخدام "توك توك"، لكن الإصابة كانت قاتلة، وفارق الحياة قبل الوصول.
وقال شهود عيان إن الاشتباكات المسلحة اندلعت بعد تصاعد الخلافات بين تاجر مخدرات يُدعى "أحمد ع." وأحد سكان القرية يُدعى "م. م." يعمل جزارا، بسبب خلافات جيرة سابقة بين الطرفين.
وأضافوا: بدأت الاشتباكات صباح السبت الماضي بمشادة كلامية تطورت إلى إطلاق أعيرة نارية، تسببت في تحطيم واجهة صيدلية شهيرة بالمنطقة، حيث اخترقت الأعيرة النارية واجهتها وكادت تودي بحياة صيدلانية شابة كانت تعمل بالداخل.
الصيدلي أشرف السواح، مالك الصيدلية التي تحطمت واجهتها حرر محضرا في مركز شرطة منيا القمح حمل رقم 18644 جنح لسنة 2025، مؤكدًا أن الرصاص كاد يصيب الطاقم الطبي: " الواجهة اتكسرت، البنت كانت هتموت".
ورغم مرور دوريات الشرطة بالقرية، ظهر تاجر المخدرات علنًا، ونشر صورة لنفسه وهو يحمل أسلحة نارية. وفي المساء، تجول رفقة أصدقائه في شوارع القرية حاملين الأسلحة.
عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساءً، والهدوء يخيم على أرجاء القرية. الأطفال ما زالوا يلهون في الشوارع، والرجال جالسون أمام بيوتهم. على المقهى الواقع في وسط القرية، كان تاجر المخدرات وأصدقاؤه جالسون. فجأة، توقف ميكروباص أبيض ممتلئ بالأسلحة النارية، يقل ستة مسلحين من الطرف الآخر، أمام المقهى وفتحوا النار بكثافة. لم يتأخر الرد، فبادرهم تاجر المخدرات بوابل من الأعيرة النارية، ليتحول المشهد إلى ساحة حرب.
أسفر الحادث عن مقتل "جودة ع." وإصابة 4 آخرين تصادف مرورهم في موقع الحادث. تم التحفظ على جثة الضحية ونقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات اللازمة.
أجهزة الأمن انتقلت إلى موقع الحادث، وفرضت كردونا أمنيا بالقرية تحسبا لتجدد الاشتباكات، وتكثف أجهزة الأمن جهودها لضبط المتهمين.
مصدر بمجلس مدينة منيا القمح قال إنه تم إزالة المقهى الذي تبين أنه تم إنشائه دون الحصول على تراخيص، مؤكدا أنه جار فحص أوراق جميع مقاهي القرية وإزالة المخالفين.
يذكر أن هذه الواقعة الثانية التي تشهد صراعا بين تجار المخدرات، فقبل نحو 4 أشهر قُتل شاب على يد آخر بسبب خلافات بينهما.
فيديو قد يعجبك: