إعلان

وارن بافيت.. أسطورة الاستثمار الذي هز العالم بقرار التنحي

03:34 م الإثنين 05 مايو 2025

الملياردير الأمريكي وارن بافيت

كتبت- دينا كرم:

يستعد الملياردير الأمريكي وارن بافيت، أحد أبرز المستثمرين في التاريخ، للتنحي عن قيادة شركة "بيركشاير هاثاواي" في وقت لاحق من العام الجاري، بحسب ما أعلنه خلال الاجتماع السنوي للمساهمين بالشركة السبت الماضي.

وخلال كلمته، أعلن بافيت أنه سيتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي بنهاية العام، على أن يسلم القيادة إلى جريج آبل، الذي شغل سابقًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي للطاقة".

وبذلك، يختتم مسيرة استثنائية امتدت لعقود، حقق خلالها إنجازات غير مسبوقة في عالم المال، واستحق عن جدارة لقب "عراف أوماها" لما يتمتع به من حس استثماري حاد وشخصية مؤثرة.

ماذا نعرف عنه؟

نجح بافيت، البالغ من العمر 94 عامًا، في تحويل "بيركشاير هاثاواي" من شركة نسيج متعثرة في الستينيات إلى واحدة من أقوى الكيانات الاقتصادية في العالم، بقيمة سوقية بلغت تريليون دولار، لتصبح أول شركة أمريكية غير تكنولوجية تصل إلى هذا الحجم، بحسب ما نشرته "فوربس".

وولد وارن إدوارد بافيت في بيئة ميسورة، حيث كان والده يعمل في مجال الاستثمار قبل أن يصبح عضوًا في الكونغرس، وبدأ حياته المهنية عام 1951 بائعًا في شركة والده، "بافيت، فالك وشركاه"، ثم أسس شركته الاستثمارية الخاصة عام 1956.

وبعد أقل من عشر سنوات، استحوذ على حصة مسيطرة في "بيركشاير هاثاواي"، وكانت آنذاك شركة نسيج متعثرة في نيو بيدفورد، ماساتشوستس.

جعل بافيت من "بيركشاير" أداة استثمار رئيسية، وبنى من خلالها تكتلًا اقتصاديًا ضخمًا، وتميز أسلوبه الاستثماري بالبساطة والدقة؛ فلم يكن يشتري ما لا يفهمه، وحرص دائمًا على التعمق في قراءة وتحليل كل شركة يستثمر فيها.

وقد ذكر في أحد تصريحاته أن قراءة 500 صفحة يوميًا كانت كافية لبناء المعرفة المطلوبة.

ركز بافيت على مبدأ القيمة، بمعنى شراء شركات جيدة بأسعار معقولة، ثم تطويرها والاحتفاظ بها على المدى الطويل، وهذا الأسلوب، إلى جانب قدرته على التحلي بالصبر وانتظار الفرص المناسبة، جعله في مرحلة ما أغنى رجل في العالم.

وصنفته قائمة بلومبيرغ للمليارديرات في المرتبة الخامسة، بثروةٍ شخصيةٍ بلغت 169 مليار دولار، بعد كبار عمالقة التكنولوجيا مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرج، ومن اللافت أنه لا يستخدم الكمبيوتر أو البريد الإلكتروني، ولا يزال يعتمد على الهاتف الأرضي في مكتبه.

لكن ما يميز بافيت لا يقتصر على عبقريته الاستثمارية، بل يمتد إلى شخصيته المتواضعة والملتزمة، يُطلق محبوه على الاجتماع السنوي للشركة اسم "وودستوك الرأسمالية"، لما يشهده من حضور جماهيري كبير ونشاطات متنوعة، حيث يظهر بافيت أحيانًا لتناول الآيس كريم من "ديري كوين"، أو لإلقاء نسخة من صحيفة "أوماها وورلد هيرالد" من على شرفة منزل نموذجي تابع لشركة "كلايتون"، وكلاهما ضمن شركات "بيركشاير".

لكن بافيت كان صريحًا بشأن التحديات التي تواجه الشركة اليوم، في ظل توسع حجمها وصعوبة تحقيق نفس العوائد الكبيرة التي حققها في الماضي.

كما أشار إلى التغيرات الاقتصادية الكبرى التي شهدها العالم مؤخرًا، خاصة بعد فرض الرسوم الجمركية الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، والتي أثرت على التوقعات الاقتصادية وربما تعيد تشكيل النظام النقدي العالمي.

اقرأ أيضًا:

مكاسب "الجنيه الذهب" تتخطى 7400 جنيه منذ بداية العام.. هل هو الخيار الأفضل للاستثمار؟

5 تطبيقات ذكاء اصطناعي تقدم بحثا عميقا وتنافس "ChatGPT".. تعرف عليهم

أسعار النفط تتراجع مع قرار "أوبك+" بتسريع زيادة الإنتاج

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان