إعلان

"رجل ترامب لليوم التالي".. من هو بشار المصري وما دوره في مستقبل غزة؟

06:35 م الإثنين 10 مارس 2025

بشار المصري

كتب- أحمد مرسي الحبروني:

وسط الحديث المتزايد عن إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الغاشمة التي شنها الاحتلال ودمر القطاع، برز اسم بشار المصري، رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي، كأحد الشخصيات التي قد تلعب دورًا رئيسيًا في المرحلة المقبلة، فالمصري ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل شخصية تتمتع بنفوذ اقتصادي واسع، وعلاقات إقليمية ودولية جعلته محط أنظار صناع القرار، بما في ذلك إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن الرئيس الأمريكي يدرس تعيين المصري لإدارة جهود إعادة الإعمار في غزة، نظرًا لخبرته الاقتصادية الواسعة، وعلاقاته المتشابكة مع الأوساط الاستثمارية في المنطقة، كما يُنظر إليه كشخصية قادرة على الجمع بين المتطلبات الاقتصادية والسياسية، بفضل مكانته كفلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية، ما يمنحه القدرة على التحرك دون أن يكون محسوبًا على أي طرف سياسي بشكل مباشر.

لم يكن المصري بعيدًا عن كواليس السياسة والاقتصاد في الشرق الأوسط، فقد عمل كمستشار مقرب لآدم بوهلر، مبعوث ترامب في مفاوضات الأسرى، ورافقه في عدة رحلات دبلوماسية إلى عواصم إقليمية مثل القاهرة والدوحة، حيث كان حاضرًا في محادثات حساسة تتعلق بملفات أمنية ودبلوماسية معقدة.

هذه العلاقة الوثيقة ببوهلر، الذي كان أحد الأذرع الاقتصادية والدبلوماسية لإدارة ترامب، جعلت المصري يُوصف بأنه "رجل ترامب لما بعد الحرب"، فبينما كان بوهلر يتنقل بين العواصم لترتيب الاتفاقات، كان المصري بجانبه، ليس كمجرد مستشار، بل كشريك في التفكير الاقتصادي والاستراتيجي.

وُلد بشار المصري عام 1961 في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وسط عائلة فلسطينية ذات نفوذ اقتصادي، درس الهندسة الكيميائية في جامعة فرجينيا بوليتكنيك بالولايات المتحدة، وهناك بدأ رحلته مع عالم الأعمال، إذ عمل في واشنطن قبل أن يقرر العودة إلى فلسطين في منتصف التسعينيات، ليبدأ استثماراته الخاصة.

وفي فلسطين، كان المصري واحدًا من أبرز الشخصيات التي سعت إلى تطوير الاقتصاد المحلي عبر مشاريع كبيرة، كان أشهرها مدينة "روابي"، أول مدينة فلسطينية مخططة، والتي أثارت جدلًا كبيرًا بسبب طريقة تمويلها وعلاقات المستثمرين المشاركين فيها، كما أطلق مشروع "لنا القدس" عام 2021، لدعم الفلسطينيين في المدينة المقدسة، بالإضافة إلى تأسيسه شركات في مجالات الإعلام، الاتصالات، والخدمات المالية.

لم يكن نجاح المصري محصورًا في فلسطين فقط، بل امتدت استثماراته إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك داخل إسرائيل، وهو ما جعله محل انتقادات من بعض الأوساط الفلسطينية التي ترى في تعاونه الاقتصادي مع الإسرائيليين مسألة إشكالية. في المقابل، يعتبره البعض رجل أعمال براجماتي، يتعامل مع الواقع الاقتصادي بعيدًا عن الحسابات السياسية.

ينتمي بشار المصري إلى واحدة من أكثر العائلات الفلسطينية ثراءً ونفوذًا، حيث يُعرف عمه، منيب المصري، بأنه أحد أقطاب الاقتصاد الفلسطيني، ورجل أعمال مخضرم له استثمارات ضخمة في فلسطين وخارجها. لعقود طويلة، لعبت عائلة المصري دورًا رئيسيًا في مشاريع استثمارية كبرى، وكان لها تأثير اقتصادي واضح في الضفة الغربية.

وبالنسبة للولايات المتحدة، يبدو بشار المصري شخصية مثالية لقيادة إعادة إعمار غزة. فهو يتمتع بعلاقات قوية في عالم المال والأعمال، ويمتلك خبرة في المشاريع الكبرى، كما أنه ليس محسوبًا على أي فصيل فلسطيني، ما يجعله مقبولًا لدى الإسرائيليين والأمريكيين على حد سواء، حسبما أفادت صحيفة معاريف العبرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان