إعلان

"تبريرات واهية".. كيف حاولت إسرائيل التنصل من مجزرة بحر البقر؟

07:11 م الثلاثاء 08 أبريل 2025

كيف حاولت إسرائيل التنصل من مجزرة بحر البقر؟

كتب- محمد جعفر:

صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970، استفاق أهالي قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية على أصوات الطائرات الإسرائيلية التي هاجمت المدرسة الابتدائية بالقنابل، في واحدة من أبشع المجازر التي شهدها التاريخ الحديث، حيث أسفر القصف عن استشهاد 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين، بينما سويت المدرسة بالأرض.

1

تبريرات إسرائيلية واهية ومثيرة للسخرية

ولم تتأخر إسرائيل عن تبريرها المعتاد للمجزرة، إذ زعم المتحدث باسم وزارة الدفاع حينها أن الضربة استهدفت كانت على أهداف عسكرية، وأن الطيارين الإسرائيليين التزموا بضرب المواقع العسكرية بدقة، وكان هذا التصريح أخف وطأة من تبرير موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، والذي ادعى أن المدرسة كانت "منشأة عسكرية متخفية"، وأن الأطفال كانوا يرتدون زيًا عسكريًا ويتدربون على القتال"، ولم تكن تلك التبريرات إلى محاولة للتنصل من جرائمه المعتادة ضد الأبرياء.

موقف مصر ورد الفعل الدولي

ومن جانبها أدانت مصر المجزرة ووصفتها بأنها "عمل وحشي" يفتقر لجميع مناحى الإنسانية، مؤكدة أن إسرائيل تعمدت استهداف المدرسة بهدف الضغط على القاهرة لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، أما على الصعيد الدولي، فقد اتسم الموقف الرسمي بالضعف والخزى، حيث اكتفت الولايات المتحدة بوصف الحادث بأنه "أنباء مفزعة"، مشيرة إلى أن الحادثة كانت عاقبة مؤسفة لعدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إطلاق النار.

صورة 2

ورغم التخاذل الرسمي من حكومات الدول، إلا أن الحادثة أثارت الغضب الشعبي

العالمي ودفع ذلك إدارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون حينها إلى إرجاء صفقة

تزويد إسرائيل بطائرات حديثة.

وعقب تلك المجزرة المشينة التي جسد بطولتها الكيان الإسرائيلي، تسارعت مصر في بناء "حائط الصواريخ" الذي بدأ تشغيله في يونيو 1970، واستطاع أن يُسقط العديد من الطائرات الإسرائيلية، ما قلب موازين القوة على الجبهة المصرية، وفي النهاية، اضطرت إسرائيل إلى القبول بمبادرة روجرز، التي أنهت حرب الاستنزاف.

ذكرى لا تموت

ورغم مرور عقود على مجزرة بحر البقر، لا تزال المجزرة شاهدة على بشاعة إسرائيل، وظل أهالي الضحايا يسعون إلى العدالة، حيث رفعوا دعوى قضائية في 2013 للمطالبة بتعويضات مالية ومعنوية، مؤكدين أن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم.

حتى اليوم، تبقى كلمات الشاعر صلاح جاهين، التي غنتها شادية، صرخة في وجه الصمت الدولي: الدرس انتهى لموا الكراريس، بالدم اللي على ورقهم سال، فى قصـر الأمم المتــحدة، مسـابقة لرسـوم الأطـفال، إيه رأيك فى البقع الحمـرا، يا ضمير العالم يا عزيزى، دى لطفلة مصرية وسمرا، كانت من أشـطر تلاميذى، دمها راسم زهرة، راسم رايـة ثورة، راسم وجه ، راسم خلق جبارة، راسم نـار، راسم عار، ع الصهيونية والاستعمار، والدنيا اللى عليهم صابرة، وساكتة على فعل الأباليس، الدرس انتـهى لموا الكراريس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان