إعلان

الرصاص الطائش يهدد الأرواح.. مقتل شاب وإصابة مراسلة في لبنان "ماذا حدث"

05:59 م الإثنين 12 مايو 2025

الرصاص الطائش

كتب- محمود عبدالرحمن:

تصدر هاشتاج "الرصاص الطائش" قائمة الأكثر تداولًا على منصة "إكس" بعد حادث مأساوي راح ضحيته شاب في بلدة عين الذهب بمنطقة عكار شمالي لبنان، إثر إطلاق نار عشوائي أعقب إعلان نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية.

وأثار الحادث موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من اللبنانيين عن استيائهم من استمرار ظاهرة إطلاق النار في المناسبات، معتبرين أن "الفرح بالرصاص" يعكس تخلفا وسوء وعي في بلد يعيش أزمات سياسية واقتصادية وأمنية متراكمة.

ووجّه مغردون سهام النقد إلى مطلقي النار، واصفين إياهم بـ"الزعران بغطاء سياسي"، منتقدين تقاعس السلطات عن فرض القانون وتجريد المدنيين من السلاح العشوائي، ومشيرين إلى ضرورة التمييز بين السلاح المشروع للدفاع عن الأرض، والسلاح الذي ينتهك أرواح الأبرياء بذريعة الاحتفال والانتصار.

ووفقًا للتقارير، فإن الضحية سقط نتيجة طلقة نارية عشوائية أطلقت في الهواء خلال الاحتفالات بفوز عدد من المخاتير في بلدات عكارية عدة، السلوك الذي بات مشهد مألوف في المناسبات، لكنه خلف هذه المرة جريمة قتل.

ولم تقتصر فوضى السلاح على بلدة عين الذهب فقط، بل شهدت مناطق أخرى مثل وادي خالد إطلاق نار كثيفا ومفرقعات، ما أسفر عن أضرار جسيمة في السيارات والممتلكات.

وعقب الحادث، دعا وزير الداخلية والبلديات المواطنين إلى الامتناع عن إطلاق النار، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية ستباشر ملاحقة الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء المختص.

ولم يقتصر إطلاق الرصاص الطائش على قتل شاب فقط، بل أصاب مراسلة قناة LBCI، ندى أندراوس، التي نجت من الموت بأعجوبة، بعدما اخترقت رصاصة طائشة سقف سيارتها على أوتوستراد طرابلس، أثناء عودتها من تغطية الانتخابات.

وأُصيبت أندراوس بطلق ناري في فخذها الأيسر، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، قبل أن تغادر لاحقًا إلى منزلها لقضاء فترة نقاهة.

وفي أول تصريح لها، قالت المراسلة: "الطلقة مرت فوق رأسي واخترقت سقف السيارة... للمرة الأولى أتعرض للإصابة برصاصة، ويجب محاسبة الفاعلين."

وأكدت أن القناة التي تعمل فيها تنوي رفع دعوى قضائية ضد "الفاعل المجهول"، بينما بدأت القوى الأمنية تحقيقاتها بأخذ إفادتها حول الحادث.

وتعد هذه الحوادث امتدادًا لظاهرة مزمنة في لبنان، حيث تشير الإحصاءات إلى أن الرصاص الطائش يودي بحياة العديد من الأشخاص سنويًا، وسط غياب الحزم في تطبيق القوانين الرادعة.

وعلى الرغم من أن القانون اللبناني يُجرّم إطلاق النار في الهواء، ويُعاقب مرتكبها بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات وغرامة مالية، فإن غياب التنفيذ الصارم يشجع استمرار هذه الممارسات الخطيرة.

وفي عام 2016، أقر البرلمان اللبناني تعديلًا قانونيًا يُلزم بمصادرة السلاح ومعاقبة مطلقي النار، فيما تُشدد العقوبة إلى الأشغال الشاقة المؤقتة إذا أدى الفعل إلى الوفاة، كما حدث في حادثة عين الذهب.

وبحسب تقرير منظمة "سمول آرمز سيرفيه"، يحتل لبنان المرتبة الثانية عربيًا بعد اليمن، والتاسعة عالميًا من حيث امتلاك الأسلحة الفردية، ما يزيد من احتمالات تكرار هذه الكوارث مع كل مناسبة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان