عون وعباس والشرع في السعودية خلال زيارة ترامب.. ماذا سيوضع على الطاولة؟
عون وعباس والشرع في السعودية خلال زيارة ترامب
كتبت- سهر عبد الرحيم:
وسط ما تعانيه المنطقة العربية من اضطرابات سياسية في أجزاء مختلفة، أبرزها الحرب في قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية والسورية، تتداول وسائل إعلام أنباء عن قمة خماسية مرتقبة في السعودية، تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونظيريه اللبناني جوزيف عون، والسوري أحمد الشرع.
وأفادت مصادر إعلامية عربية، بأن العاصمة السعودية الرياض ستشهد يوم غد الثلاثاء قمة خماسية رفيعة المستوى، تضم الرؤساء الأربعة بجانب ولي العهد السعودي. إذا عُقِدت هذه القمة؛ فما الذي تحمله للمنطقة؟ وما أبرز الملفات التي ستُدرج على جدول أعمالها؟
أهمية القمة لفلسطين
يرى الدكتور خالد سعيد، الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي، أن زيارة ترامب للمنطقة مهمة واستراتيجية، تصب في صالح العلاقات الأمريكية العربية، فضلًا عن ما تم تداوله بشأن لقائه الرؤساء الثلاث محمود عباس وجوزيف عون وأحمد الشرع في القمة المرتقبة.
ويقول سعيد خلال حديثه لـ"مصراوي"، إن القمة الخماسية المرتقبة تكتسب أهميتها من عدة عوامل، منها: أنها تأتي في وقت صعب تشهده المنطقة من أزمات سياسية وعدم استقرار، فضلًا عن ما تم تداوله بشأن نية الرئيس الأمريكي الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وهو الأمر الذي سترفضه إسرائيل بشكل قاطع.
أما العامل الثالث، حسب الباحث في الشأن الإسرائيلي، هو التوتر الملحوظ الذي تشهده العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ والناتج عن "إحباط" ترامب من التعنت الإسرائيلي المستمر في منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإنهاء الحرب.
لكن توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المتمثل في اختلاف وجهات النظر، لا يعتبر دليلًا على أن واشنطن سوف تتخلى عن حليفتها الأساسية تل أبيب، وإنما الدعم الأمريكي لإسرائيل هو دعم أبدي ومستمر، وفق ما ذكره الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي، خالد سعيد.
ويعتقد سعيد، أنه من الممكن أن تصب الزيارة في صالح القضية الفلسطينية، إذ ترغب الدول العربية في حشد الدعم وإيصال رسالة للرئيس الأمريكي مفادها أن إسرائيل هى التي تعطل أي مبادرة تهدف لإنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن إعلان حركة حماس عزمها على إطلاق سراح الأسير الأمريكي عيدان ألكسندر هى خطوة مهمة، كـ"بادرة إيجابية" من الحركة تظهر استعدادها لعقد صفقة تبادل شاملة.
ويوضح أنه على هامش القمة، من الممكن أن يتطرق الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى مسألة الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب وضرورة انسحاب جيش الاحتلال من المناطق الخمس التي يتمركز فيها، بموجب هدنة اتفاق وقف إطلاق النار التي دخلت حيز النفاذ في نوفمبر الماضي وتم تمديدها في فبراير الماضي.
كما من الممكن أيضًا أن يتطرق الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية تحت ذرائع "واهية" تتمثل في "حماية الدروز".
ويؤكد الدكتور خالد سعيد، أنه بجانب الملفات المقرر مناقشتها خلال القمة الخماسية المرتقبة، فإن الأكيد أن القضية الفلسطينية تأتي على قمة جدول الأعمال.
أهمية القمة لسوريا
في حال عُقِدت القمة الخماسية المرتقبة رفيعة المستوى، فإن هذه ستكون المرة الأولى التي يلتقي فيها الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، فما أهمية هذا الحدث بالنسبة لسوريا؟
يرى عبدالكريم الثلجي المشهداني، الحقوقي والصحفي السوري، أن أي تحرك دبلوماسي على الساحتين الإقليمية والدولية يضم سوريا بعد سنوات من العزلة والانحسار على عهد نظام الأسد البائد، هو تطور إيجابي يعيد سوريا إلى وضعها الطبيعي كقوى إقليمية فاعلة بموقعها الجيوسياسي وإدارتها الجديدة المنفتحة.
ويوضح المشهداني خلال حديثه لـ"مصراوي"، أنه إلى الآن لم يتأكد عقد هذه القمة، لكن إذا حدثت؛ فهي خطوة نحو إنهاء إرث النظام البائد بالعزلة السياسية وإعادة رسم العلاقات السورية مع الدول الفاعلة عالميًا وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ويؤكد أن الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية، تبذل جهودًا كبيرة في انتزاع شرعية للإدارة السورية الجديدة ولتعافي دمشق على كافة الأصعدة ومختلف المجالات، وخير مثال لذلك، هو إعلان الرياض _بجانب قطر_ عزمها على دفع ديون دمشق في مجموعة البنك الدولي والتي تُقدر بـ15 مليون دولار.
يتابع المشهداني: أن سوريا الجديدة لا تحتاج فقط إلى إعادة إعمار، بل إلى ترميم العلاقة والثقة مع جميع الدول خاصة الفاعلة منها، من أجل الخروج من العزلة والتعافي الاقتصادي والتعاون والشراكة الفاعلة لدفع عجلة التنمية، الأمر الذي سينعكس على واقع المجتمع السوري بعد سنوات الحرب الطويلة.
ويعتقد الحقوقي والصحفي السوري، أن لقاء الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره السوري الشرع، لا يزال ممكنًا في السعودية، لكنه لم يؤكد ما إذا كان الشرع قد تلقى دعوة، وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك اجتماعًا سوريًا أمريكيًا رفيع المستوى من المقرر عقده هذا الأسبوع.
وفيما يتعلق بإمكانية التطرق إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، يرى المشهداني، أنه من الممكن أن تكون القضية الفلسطينية مدرجة على جدول الأعمال، كون الرئيس الفلسطيني محمود عباس من بين الموجودين في القمة المقرر عقدها، فكل رئيس لديه ملفاته ذات الاهتمام الخاص.
ويُشار إلى أن وسائل إعلام لبنانية، نقلت عن رئاسة الجمهورية اللبنانية، نفيها التام لأي لقاء سيعقده الرئيس جوزيف عون في المملكة العربية السعودية.
فيديو قد يعجبك: