ما المكاسب التي حقّقتها حماس من المباحثات "المباشرة" مع واشنطن؟
حركة حماس
كتب- محمود الطوخي
لأول مرة منذ اندلاع الحرب في غزة، أجرت حركة حماس ومسؤولون في الإدارة الأمريكية مباحثات مباشرة في مايو الجاري، الأمر الذي اعتُبر نجاحا لحركة المقاومة الفلسطينية على المستوى السياسي والاستراتيجي.
أفرجت حركة حماس، أمس الاثنين، عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر المحتجز في غزة منذ أكتوبر 2023، بعد مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية برعاية قطرية وبريطانية، وفق ما ذكرته "رويترز".
وكشفت حماس على لسان متحدثها جهاد طه، أن إطلاق سراح الأسير الأمريكي يهدف إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وإطلاق مفاوضات لصفقة شاملة، موضحا أن الحركة تتوقع إعلانا أمريكيا بشأن إطلاق مفاوضات شاملة تفضي إلى وقف الحرب.
وطالبت حماس، الإدارة الأمريكية بالضغط على إسرائيل وإلزامها بما اتفقت عليه مع الحركة.
تبعات المباحثات على الحركة الفلسطينية
وصفت وكالة "رويترز" البريطانية، المباحثات المباشرة بين حماس وواشنطن بأنها "إنجاز ورمز لنجاح الحركة الفلسطينية في فرض شروط تفاوضية مباشرة مع الإدارة الأمريكية"، بعد محادثات خفية وغير مباشرة بين قادة الحركة وممثلي البيت الأبيض امتدت لشهور.
واعتبرت الوكالة، المباحثات الأخيرة بين حماس وواشنطن انتصارًا دبلوماسيًا للحركة التي ظلّت مصنفة كـ"طرف إرهابي" دون قنوات اتصال رسمية سابقا، مشيرة إلى أن التغيّر في السياسة الأمريكي جاء في أعقاب رسالة وجهتها واشنطن إلى تل أبيب تؤكد فيها أن إطلاق سراح عيدان ألكسندر سيفتح الباب أمام جولة مفاوضات أكثر شمولية تتضمن ملفات أخرى.
تعزيز شرعية الحركة
تقول مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة دولية تهدف إلى تسوية النزاعات العالمية، إن حماس أطلقت حملة دعائية بعنوان "صوت القوة" لاستثمار التفاوض على تحرير الأسير عيدان ألكسندر، في تعزيز صورتها كـ"طرف تفاوضي" قادر على إنجاز ملفات سياسية وإنسانية.
وتشير تقديرات معهد الأبحاث الشرق أوسطي بواشنطن، إلى أن نسبة التأييد الشعبي لحركة حماس بين الشباب في غزة ارتفعت بنسبة 12% خلال شهر مايو، مقارنة بما كانت عليه قبل بدء المفاوضات المباشرة مع الإدارة الأمريكية.
كيف علّقت إسرائيل على المحادثات؟
أثارت المحادثات الأمريكية المباشرة مع حماس غضب إسرائيل، وهو ما تجلى في تقارير نشرتها وسائل إعلام عبرية على مدار اليومين الماضيين، إذ أعربت عن مخاوف من تهميش دور تل أبيب في ملفات أمنية حساسة.
واعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقال بعنوان "الحكومة الأمريكية أجرت محادثات سرية مع حماس بشأن أسرى أمريكيين"، هذه الخطوة "انتهاكا صارخا للسيادة الإسرائيلية. ووصفت البيت الأبيض بأنه تجاهل إسرائيل كطرف رئيسي في الوساطات الأمنية.
وفي إطار ذلك، اتهم مسؤولون أمريكيون، إسرائيل بمحاولة "عرقلة المحادثات". بينما رأى المسؤولون الإسرائيليون أن واشنطن حرمت تل أبيب من المشاركة في المفاوضات الحاسمة في ما يتعلق بمستقبل غزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" في موقعها الإلكتروني "واي نت"، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمر المفاوضين بالتوجّه إلى الدوحة؛ لفرض وضع إسرائيل كـ "شريك أساسي" في أي اتفاق، بعد استيائه من المحادثات المباشرة بين واشنطن وحماس دون تنسيق مع تل أبيب.
ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر بأنه "يعكس فشلًا دبلوماسيًا إسرائيليًا تامًا"؛ إذ إنه تم عبر قنوات أمريكية "ولم يحدث كونه إسرائيلي".
فيديو قد يعجبك: