وسط اشتباكات عنيفة.. عشرات الطلاب المصريين عالقون في طرابلس
اشتباكات عنيفة في ليبيا
القاهرة- مصراوي
تعيش العاصمة الليبية طرابلس حالة من التصعيد الأمني الشديد، حيث شهدت الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين قوات اللواء 444 قتال وجهاز الردع ودعم الاستقرار، في أعقاب اغتيال أحد القياديين البارزين. أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 58 شخصًا وإصابة 93 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية للمدينة. كما تسببت المواجهات في تدمير واسع النطاق، مع موجات نزوح محدودة، بينما تسعى السلطات الليبية والدولية إلى فرض هدنة.
وسط هذه الأوضاع المأساوية، يجد عشرات الطلاب المصريين أنفسهم محاصرين في قلب العنف في طرابلس، يعيش هؤلاء الطلاب في حالة من الرعب المستمر داخل شققهم، دون أي وسيلة للخروج أو توفير الطعام.
تحدث مصراوي إلى اثنين من الطلاب المصريين العالقين في طرابلس، حيث أوضحا أن الاشتباكات في بدايتها كانت محدودة، واقتصرت على مناوشات بين الأهالي وفي محيط بعض المعسكرات. إلا أن الوضع تصاعد بشكل خطير في الأيام الأخيرة، وأصبح مرعبًا – على حد وصفهم – مع اقتراب أصوات القذائف والرصاص من أماكن سكنهم، خاصة في منطقة صلاح الدين، التي يقيم بها عدد كبير من الطلاب.
وأشار الطالبان إلى أن أحد المباني السكنية في المنطقة التي يعيش داخله عدد من الطلاب المصريين تعرّض لقصف مباشر، ما أدى إلى تدمير جزئي في الشقة التي يسكنها بعضهم، ولا يزالون محاصرين داخلها حتى الآن رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمكان، وسط عجز عن الخروج نتيجة الاشتباكات العنيفة في محيطهم.
ورغم المحاولات المتكررة التي بذلها الطلاب للتواصل مع السفارة المصرية، إلا أنه لم تُتخذ أي إجراءات ملموسة حتى الآن. وقال أحد الطلاب لـ مصراوي: "أرسلنا استغاثات وخطاب إلى وزارة الخارجية يتضمن أسماءنا وموقعنا، لكننا لم نتلق أي رد حتى اللحظة. ما وصل إليهم فقط كانت رسائل بتوخي الحذر ووفقا لحديث الطلاب فهو أمر غير كافٍ إطلاقًا في ظل الظروف الخطيرة التي يعيشون فيها حاليا.
يتوزع الطلاب المصريون في عدة مناطق داخل طرابلس مثل عين زارة، السراج، وأبو سليم، وهي مناطق تشهد اشتباكات عنيفة وقصفًا مستمرًا. وبينما يستمر الوضع في التدهور، يبقى الطلاب في انتظار تدخل السلطات المصرية لإنقاذهم>
ومن جانبها أهابت وزارة الخارجية المصرية في بيان، اليوم الأربعاء، بجميع المواطنين المصريين المتواجدين في ليبيا، بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والتزام منازلهم لحين تبين الأوضاع وعودة الهدوء والاستقرار، والتواصل مع السفارة المصرية في طرابلس حال وجود أية أحداث تمس المواطنين المصريين.
كما دعت الخارجية المصرية في بيانها كافة الأطراف الليبية لإعلاء المصالح الوطنية وإنهاء حالة التصعيد القائمة، والاحتكام لصوت العقل حفاظا على مقدرات الدولة الليبية.
وقبل يومين، أعلنت وسائل إعلام ليبية، مقتل قائد جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، عبد الغني الككلي، المعروف باسم "غنيوة"، داخل مقر "اللواء 444 قتال التابعة لمنطقة طرابلس العسكرية، بعد تعرّضه لإطلاق نار.
وحول ظروف الحادث، ذكرت تقارير أن "مفاوضات كانت تتم بين بعض قادة الأجهزة الأمنية، انتهت بتبادل إطلاق نار".
فيديو قد يعجبك: