إعلان

معابر مغلقة وحرب مستمرة.. إلى أين وصلت الأزمة الإنسانية في غزة؟

08:12 م السبت 17 مايو 2025

قطاع غزة

كتبت- سهر عبد الرحيم:

يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ أن أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مطلع مارس الماضي إغلاق جميع المعابر الرئيسية للقطاع، في أطول حصار يشهده القطاع على الإطلاق. وسط تحذيرات دولية من انتشار المجاعة بين الفلسطينيين.

وتزايدت حدة الكارثة غير المسبوقة والقلق العالمي من تدهور الأوضاع في غزة؛ بعد أن أغلق برنامج الأغذية العالمي مطبخه في دير البلح وسط القطاع والذي كان يطعم 5 آلاف شخص يوميًا، بسبب الأوضاع الأمنية وصعوبة إيصال المساعدات.

1_11zon

وعلى الرغم من نفاد كمية الغذاء في غزة، فإن الأغذية العالمي، أكد أن لديه ما يكفي من الطعام المتكدس على المعابر والجاهز لدخول القطاع، مطالبًا الاحتلال الإسرائيلي بفتح المعابر والسماح لطواقمه بالدخول. وشدد البرنامج على أن "الأسواق في غزة خالية ونحن لدينا مساعدات عالقة لإطعام مليون شخص شهريًا".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تُغلق فيها هيئات أممية مطابخها في غزة؛ قبل أيام، أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي في بيان، وقف العمل في قطاع غزة بسبب نفاد الإمدادات، مؤكدة أن المطبخ لم يعد يملك الإمدادات اللازمة لطهي الوجبات أو الطحين للخبز.

وفي أبريل الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزونه الغذائي في قطاع غزة مع استمرار إغلاق المعابر، موضحًا أن مليونا شخص داخل القطاع يعتمدون كليًا على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

2_11zon

وأكد البرنامج أنه لم تدخل أي إمدادات إنسانية أو تجارية إلى غزة منذ أكثر من ثمانية أسابيع، إذ لا تزال جميع المعابر الحدودية الرئيسية مغلقة، ما يعتبر أطول إغلاق يشهده القطاع على الإطلاق، مما يزيد من تفاقم حالة الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلًا.

ومن جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أبريل الماضي، إن المساعدات الإنسانية جاهزة لإدخالها إلى قطاع غزة وإنها تنتظر إعادة فتح المعابر، التي أغلقتها إسرائيل في وقتٍ سابق.

"الإمدادات الأساسية المخصصة للمحتاجين تفسد بينما يشتد الجوع في غزة"، هكذا نددت الأونروا بإغلاق المعابر، مشيرة إلى أن لديها نحو 3 آلاف شاحنة من المساعدات تنتظر إدخالها إلى غزة، وعلى إسرائيل رفع الحصار.

3_11zon

ونهاية مارس الماضي، أُجبرت جميع المخابز الـ25 التي يدعمها برنامج الأغذية العالمي في غزة على الإغلاق بعد نفاد دقيق القمح ووقود الطهي، كما نفدت الطرود الغذائية الموزعة على العائلات، والتي تحتوي على حصص غذائية تكفي لأسبوعين.

ولن تتمكن الهيئات الأممية من القيام بعملها الحيوي في غزة دون إذن إسرائيلي بدخول المساعدات.

كما وصلت الأوضاع الطبية في المستشفيات بغزة إلى حد كارثي، مع منع دخول المواد الطبية والإغاثية والأدوية اللازمة للقطاع فضلًا عن استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات والمراكز الصحية بشكل ممنهج.

وقال محمد زقوت، مدير المستشفيات في وزارة الصحة بقطاع غزة، إن القصف الإسرائيلي والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في أنحاء القطاع تتصاعد، ومع عدم توافر الإمكانات والطواقم الطبية اللازمة؛ لا تتمكن المستشفيات من التعامل مع الحالات الصعبة.

4_11zon

مزاعم إسرائيلية

يستخدم الاحتلال الإسرائيلي الغذاء كسلاح للضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتسليم سلاحها و الرضوخ للمطالب الإسرائيلية لوقف الحرب الدائرة منذ 18 شهرًا، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 53 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 120 ألف آخرين منذ أكتوبر 2023.

وتزعم إسرائيل أن حركة حماس تسرق شحنات المساعدات الإنسانية من خلال الحواجز التي أقامتها في غزة بعد انسحاب جيش الاحتلال منه عام 2005، وتولى الحركة حكم القطاع في 2007، وفق ما قالته قناة "كان" العبرية.

5_11zon

كما اتهم السفير الأمريكي لدى تل أبيب، مايك هاكابي، حماس بالتحكم بالمساعدات الإنسانية في قطاع غزة. تلك الاتهامات التي رفضتها الحركة؛ قائلة إنها "تُجافي الحقيقة".

واعتبرت حماس أن الاتهامات الأمريكية تمثل "ترديدًا لأكاذيب إسرائيلية فضحتها كافة المنظمات والوكالات الأممية التي عملت في غزة، كما يستخدمها السفير لتسويغ الانخراط في خطط التهجير والإخضاع الإسرائيلية عبر سياسة التجويع".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان