إعلان

"سيندور" بين النوويتين.. كيف تباينت ردود الفعل الدولية على التصعيد بين الهند وباكستان؟

05:07 م الأربعاء 07 مايو 2025

العملية العسكرية سيدور

كتبت- سلمى سمير:

"سيندور" هكذا جاء اسم العملية العسكرية التي أطلقتها الهند ضد جارتها النووية باكستان، لتبدأ حرب اشتعلت فعليًا منذ ليل أمس الثلاثاء والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل عدد من المدنيين في الجانبين.

"سيندور" ليست مجرد تسمية عسكرية، بل هي كلمة هندية تحمل دلالة دينية لدى الهندوس تعني المسحوق الأحمر القرمزي الذي تضعه النساء الهندوسيات المتزوجات على جباههن وشعورهن، كرمز للحياة الزوجية والاستقرار الأسري. وقال المتحدث باسم الجيش الهندي: "اخترنا هذا الاسم تكريمًا لضحايا مجزرة كشمير من النساء اللواتي شهدن مقتل أزواجهن أمام أعينهن في الهجوم الإرهابي الأخير".

وبحسب نيودلهي، جاءت العملية الهندية ردًا على الهجوم الذي استهدف معسكرًا في منطقة باهالجام في إقليم كشمير والذي أدى إلى مقتل 26 شخصًا. ليبدأ تصعيد جديد في منطقة كشمير المتنازع عليها، بين الجارتين النوويتين لفت انتباه المجتمع الدولي بأسره، حيث تعددت ردود الفعل الدولية بين القلق والتحذير، وبين التأييد الكامل.

في المقابل، اتهمت باكستان الهند بانتهاك سيادتها عبر الغارات الجوية التي استهدفت أراضيها، وأعلنت عن استعدادها للرد على الهجمات بشكل حاسم، حيث استدعى وزير الخارجية الباكستاني القائم بالأعمال الهندي في إسلام آباد للاحتجاج رسميًا على ما وصفته باكستان بـ "العدوان الهندي" ضد سيادتها. وفي خطوة تصعيدية أخرى، دعا رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، الجيش الباكستاني إلى اتخاذ إجراءات دفاعية رداً على الهجمات الهندية، مشددًا على أن باكستان تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان الذي تختاره.

صورة 1

الولايات المتحدة

جاء رد الولايات المتحدة مبكرًا، خلال مؤتمر صحفي للرئيس، دونالد ترامب، حيث وصف التصعيد بين الهند وباكستان بـ "العار"، وذلك في تعبير عن استياء الولايات المتحدة من تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين.

وقال ترامب إنه يتمنى أن تنتهي الأزمة سريعًا، وذلك في الوقت الذي دعا فيه وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى إجراء حوار دبلوماسي بين الطرفين وتجنب المزيد من التصعيد العسكري. وفي الوقت نفسه، أضافت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب، وأكدت على أهمية إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين الهند وباكستان، لتجنب التصعيد إلى مستويات غير قابلة للتحكم.

لكن في الوقت نفسه، أصدرت السفارة الهندية في العاصمة الأمريكية واشنطن، بيانًا، قالت فيه، إن القوات المسلحة الهندية شرعت في تنفيذ هجومها على باكستان، بالتزامن مع إطلاع الإدارة الأمريكية على تفاصيل الضربات الموجهة ضد باكستان.

وجاء في بيان السفارة الهندية، أن مستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، أبلغ وزير الخارجية ماركو روبيو، بالضربات الصاروخية التي تشنها بلاده على باكستان لإطلاعه على تفاصيل العملية العسكرية والإجراءات المتخذة.

صورة 2

إسرائيل

أما فيما يخص إسرائيل، فقد حسمت الدولة العبرية موقفها، بإعلان دعمها الكامل للهند عقب العملية العسكرية التي نفذها الجيش الهندي داخل أراضي باكستان ومناطق كشمير الخاضعة للسيطرة الباكستانية، والتي استهدفت معاقل تزعم نيودلهي، أنها إرهابية وتتبع تنظيمات مثل "لشكر طيبة" و"جيش محمد" و"حزب المجاهدين".

وفي أول رد رسمي، كتب رؤوبين أزار، سفير إسرائيل لدى الهند، عبر منصة "إكس": "تدعم إسرائيل حق الهند المشروع في الدفاع عن نفسها. على الإرهابيين أن يعلموا أنه لا يوجد مكان يختبئون فيه من جرائمهم الشنيعة ضد الأبرياء" وذلك بحسب تعبيره.

ولم يكن موقف سفير إسرائيل لدى الهند هو أول موقف رسمي يظهر أي جانب إسرائيل تتخذ، فمنذ اندلاع الأزمة في كشمير أبريل الماضي، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعازيه العميقة لنظيره الهندي ناريندرا مودي في أعقاب الهجوم الذي وقع في منطقة باهالجام بكشمير، وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين، واصفًا الهجوم بأنه "عمل إرهابي وحشي".

وكتب نتنياهو في تغريدة على منصة "إكس": "صديقي العزيز ناريندرا مودي، يؤسفني بشدة الهجوم الإرهابي الوحشي في باهالجام الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا الأبرياء. نتوجه بأفكارنا وصلواتنا إلى الضحايا وعائلاتهم".

وأضاف نتنياهو: "تقف إسرائيل إلى جانب الهند في حربها ضد الإرهاب، ونؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مواجهة التطرف والعنف".

كما أجرى نتنياهو، مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهندي، أدان فيها نتنياهو "الهجوم الإرهابي" الذي قال إنه "إسلامي"، ليؤكد وقوف إسرائيل إلى جانب الهند في معركتها القادمة وذلك حتى قبل أن تبدأ المعركة.

صورة 3_1

الصين

أما الصين، فقد اتخذت موقفًا دبلوماسيًا حياديًا، أعربت من خلاله عن قلقها العميق إزاء العملية العسكرية الهندية في باكستان، داعية الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الهند وباكستان هما جارتان لا يمكن تغييرهما، وبالتالي فإن الحفاظ على الاستقرار في المنطقة يعد أمرًا بالغ الأهمية.

وكانت الصين قد أكدت في أكثر من مناسبة على معارضتها لأي شكل من أشكال الإرهاب وذلك بعد هجوم كشمير الذي لم تلق فيه بكين باللوم على طرف بعينه، إلا أنها أيضًا حثت الطرفين على اللجوء إلى الحوار وتجنب الإجراءات التي قد تعقد الأزمة بشكل أكبر.

صورة 4

مصر

وفيما يخص تعليق الدول العربية على التصعيد بين البلدين، أعربت عن قلقها البالغ من التصعيد العسكري بين الهند وباكستان، ودعت الدولتين إلى التهدئة والتزام ضبط النفس.

وأكدت، وزارة الخارجية والهجرة، في بيان لها على أهمية اللجوء إلى الحلول السلمية وتجنب التصعيد العسكري. كما دعت مصر إلى إعلاء لغة الحوار بين البلدين عبر القنوات الدبلوماسية، في محاولة للحد من تصاعد العنف وتجنب تدهور الوضع الأمني في المنطقة.

صورة 5_2

العراق

وفيما يخص العراق، كان له موقف مشابه في دعوته لضبط النفس وتهدئة التوترات بين الهند وباكستان.

حيث أكدت، وزارة الخارجية العراقية، في بيانها على ضرورة الامتناع عن أي خطوات تصعيدية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة، داعية إلى تبني الحوار المباشر كحل دائم للخلافات بين الدولتين.

صورة 6

ماذا حدث؟

في ليل أمس الثلاثاء، أعلن الجيش الهندي تنفيذ "ضربة دقيقة" ضد ما زعم أنها "أهداف إرهابية" في باكستان، مشيرًا إلى أن الضربة استهدفت تسعة مواقع كانت تستخدمها جماعات إرهابية من أجل شن هجمات ضد الهند. حيث جاء الهجوم بحسب الرواية الهندية، ردا على الهجوم لذي وقع في منطقة باهالجام في كشمير وأسفر عن مقتل 26 شخصًا. وأكد الجيش الهندي أن الضربة كانت موجهة بشكل دقيق إلى مواقع تم استخدامها لتخطيط وتوجيه الهجمات الإرهابية ضد الهند.

من جانبها، أعلنت باكستان عن استنكارها لهذا الهجوم، حيث أكد مجلس الأمن القومي الباكستاني، رفضه الواضح لمزاعم الهند فيما يخص تواجد معسكرات إرهابية لجماعات مسلحة على أراضي البلاد، وهو ما بنت عليه الهند مبررها لانتهاك سيادة جارتها.

صورة 7

وأوضح رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن بلاده تحتفظ بحق الرد على الهجمات في الوقت والمكان الذي تختاره. وأضاف شريف أن باكستان ستمضي قدمًا في اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن أرواح مواطنيها.

بينما أكدت الهند أنها كانت مجبرة على اتخاذ هذه الخطوات العسكرية بسبب فشل باكستان في اتخاذ أي إجراءات ضد الجماعات الإرهابية المتمركزة على أراضيها، والتي تقف وراء مذبحة باهالجام الأخيرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان