إعلان

يطفئ نار الفتنة.. حكاية تقليد بدوي عريق لحل النزاعات في جنوب سيناء

10:14 ص الأحد 23 فبراير 2025

أرشيفية

جنوب سيناء – رضا السيد:

في قلب صحراء جنوب سيناء، حيث تحكم العادات والتقاليد حياة القبائل البدوية، يبرز "الوجه" كتقليد عريق يلعب دورًا حاسمًا في فض النزاعات وتهدئة الأمور. هذا التقليد، الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من القضاء العرفي البدوي، يمثل آلية فريدة لتسوية الخلافات وحقن الدماء، ويجسد قيمًا أصيلة من الاحترام والتقدير بين أفراد المجتمع البدوي.

وتوضيحًا لهذا التقليد العريق، قال الشيخ خليل الحويطي، من قبيلة الحويطات بجنوب سيناء، إن القضاء العرفي لدى البدو يعد كحد السيف يلتزم به جميع الأطراف المتنازعة، وفي حالات التنازع الشديدة التي قد تتسبب في إزهاق الأرواح، لابد أن يبدأ القاضي العرفي بما يسمى بـ "الوجه"، خاصة في حالات المشاجرة بين طرفين، ويتدخل أطراف محايدة لفض هذا النزاع إلى أن يتم حضور الطرفين عند القاضي العرفي.

وأوضح الشيخ خليل، أنه في حالة النزاعات والمشاجرات يستلزم اتخاذ وسيلة تضمن عدم التعدي من طرف على الآخر، وهنا أنتجت الأعراف البدوية تقليد "الوجه"، وفيه يقول أحد طرفي النزاع "وجهي علي فلان"، أو يعين وجوه أخرى ليس شرطًا أن يكونوا من الحاضرين، بمعنى أنه سيجري عدم الاعتداء من جانبه بضمان أحد.

وأشار إلى أنه لابد أن يكون صاحب الوجه من وجهاء القوم، أو أحد المشايخ في القبيلة، مؤكدًا أن عقب إعلان كل طرف من أطراف النزاع الوجه الخاصة به، لابد أن يكف الطرفان عن النزاع والمناوشة، وتصبح المشكلة عليها وجه لا يجب اختراقه.

وأضاف أن "الوجه" تعد عامل من عوامل تهدئة الأمور وفض المنازعات بشكل مؤقت بين طرفي النزاع حتر يجري حل المشكلة بشكل نهائي عند القاضي العرفي، لافتًا إلى أنه قد يحدث في بعض الحالات تسرع أحد أطراف النزاع ويعتدي على الطرف الآخر على الرغم من كونه أعطى "الوجه"، وهذه الحالة تسمى "تقطيع الوجه".

وأكد أن "تقطيع الوجه" تعد من القضايا الخطيرة، كون من يتعدى على خصمه في ظل "الوجه" قد ورط نفسه في مشكلة جديدة وكبيرة، ودخل في صراع أخر مع صاحب الوجه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان