قناة السويس تطلق حزمة متطورة من الخدمات البحرية واللوجستية وفق المعايير الدولية
مبني القبة التاريخي بهيئة قناة السويس
قناة السويس تطلق حزمة متطورة من الخدمات البحرية واللوجستية وفق المعايير الدولية
الإسماعيلية- أميرة يوسف:
أعلنت هيئة قناة السويس عن تدشين مجموعة متكاملة من الخدمات البحرية واللوجستية الجديدة التي تُقدم للسفن العابرة للمجرى الملاحي، بما يعزز من مكانة القناة كممر ملاحي عالمي يتمتع بأعلى درجات الأمان والكفاءة.
يأتي ذلك في إطار استراتيجية الهيئة للتحول إلى قناة خضراء بحلول عام 2030، وتنفيذًا لخطة الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وفي مقدمة هذه المشروعات، أطلقت الهيئة مشروعًا مبتكرًا لجمع وتدوير المخلفات من السفن العابرة للمجرى الملاحي، بما يشمل المخلفات الصلبة والسائلة.
يتولى تنفيذ هذا المشروع شركة “AP Egypt” وهي كيان مصري بالشراكة مع هيئة قناة السويس وشركة Antipollution اليونانية. ويعتمد المشروع على استخدام أحدث التقنيات والوسائل المتطورة، مع الالتزام الكامل بالمعايير البيئية الدولية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية “IMO”، والتشريعات المصرية.
ويهدف المشروع إلى جمع المخلفات الخطرة وغير الخطرة من السفن، والتخلص الآمن منها داخل مصر، مع إمكانية تصديرها إلى اليونان عند الحاجة. كما يتضمن المشروع تدوير نسبة 20% من المخلفات الصلبة، بالإضافة إلى إنشاء مصنع لتحويل النفايات إلى وقود بديل.
في سياق متصل، عززت هيئة قناة السويس من إمكاناتها في مجال مكافحة التلوث، من خلال إضافة ثلاث وحدات بحرية حديثة من طراز “128 Multi Cleaner”، تم بناؤها بترسانة EFINOR الفرنسية، وتُعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. صُممت هذه الوحدات وفق أعلى المعايير العالمية، لتدعيم قدرات الهيئة في مواجهة حوادث التسربات البترولية والتلوث البحري، بما يواكب خطط التحول الأخضر والحفاظ على البيئة البحرية داخل القناة.
كما توفر قناة السويس خدمات الإنقاذ البحري، والتي تشمل التدخل السريع في حالات الطوارئ مثل الأعطال المفاجئة أو جنوح السفن، حيث تمتلك الهيئة أحدث القاطرات، اللنشات، والروافع البحرية المجهزة للتعامل مع مختلف الظروف الطارئة، بما يرسخ مكانة القناة كأحد أكثر الممرات الملاحية أمانًا على مستوى العالم.
وضمن خطط التوسع في الأنشطة الاقتصادية، تقدم قناة السويس خدمات التزود بالوقود للسفن العابرة من مدخلي القناة الشمالي والجنوبي، بالتعاون مع وزارة البترول والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وتُعد هذه الخدمة من الأنشطة المستحدثة التي تعزز من القيمة التنافسية للقناة، وتوفر عائدات بالعملة الصعبة، خاصة مع تزايد الطلب عليها من السفن خلال رحلاتها الدولية.
وفي نوفمبر 2024، أطلقت هيئة قناة السويس خدمة تبديل الأطقم البحرية لأول مرة، من خلال مارينا يخوت الإسماعيلية، والتي تتيح للسفن العابرة تبديل أطقمها وفق أفضل المعايير الدولية. وتوفر الهيئة إمكانية الحجز الإلكتروني للخدمة عبر الموقع الرسمي، مما يساهم في تيسير الإجراءات والوصول السريع للخدمة. وقد تم تنفيذ الخدمة بنجاح لعدد من السفن، من بينها ناقلة الوقود “Olivia” وسفينة الصب “Asparukh”.
في سياق متصل، توسعت قناة السويس في تقديم خدمات إصلاح وصيانة السفن، حيث طورت ترسانات بورسعيد والسويس وبورتوفيق البحرية، وزودتها بأحدث المعدات ورفع كفاءة الكوادر البشرية. ونجحت الهيئة خلال عام 2024 في تنفيذ عمليات إصلاح عاجلة لعدد من السفن العابرة، كان أبرزها إصلاح السفينة اليونانية “ZOGRAFIA” خلال 4 أيام فقط، بعد تعرضها لهجوم أثناء الإبحار في البحر الأحمر.
كما تقدم الهيئة خدمة الإسعاف البحري للطواقم البحرية على السفن العابرة، من خلال لنشات حديثة مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية والإسعافات الأولية، للتعامل مع الحالات الطارئة حتى نقلها إلى أقرب مستشفى. وقد ساهمت هذه الخدمة في إنقاذ العديد من الحالات خلال الفترة الماضية.
تأتي هذه المشروعات والخدمات في إطار حرص هيئة قناة السويس على مواكبة أحدث المستجدات العالمية في صناعة النقل البحري، وتعزيز قدراتها التشغيلية والخدمية، بما يرسخ من موقعها كممر ملاحي حيوي يخدم حركة التجارة العالمية، مع الالتزام الكامل بالمعايير البيئية الدولية.
فيديو قد يعجبك: