"الفلوس مش بتزغلل عنينا".. مسعفا المنيا يكشفان لحظات العثور على ثروة بالملايين -فيديو وصور

المنيا- جمال محمد:

أعرب المسعفان بهيئة الإسعاف المصرية بالمنيا، أبو الحسن عبد الحميد ونبيل محمود، عن تقديرهما العميق لكافة عبارات الثناء والتقدير التي تلقياها عقب قيامهما بإعادة مبالغ مالية ومجوهرات ثمينة تقدر بأكثر من ستة ملايين جنيه عُثر عليها في موقع حادث انقلاب مروع وقع على الطريق الصحراوي الشرقي جنوب المحافظة.

وفي تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، استعرض المسعف أبو الحسن عبد الحميد تفاصيل الواقعة قائلاً: "تلقينا بلاغًا مساء أمس يفيد بوقوع حادث انقلاب سيارة ملاكي على الطريق الصحراوي الشرقي بالقرب من قرية بني حسن. تحركنا على الفور بسيارة الإسعاف، وبوصولنا تبين وجود حالة وفاة وثلاث إصابات. خلال التعامل مع المصابين، لفت انتباهنا أحد الأشخاص الذي كان قادرًا على الحديث، وأشار إلى وجود مبالغ مالية وذهب داخل السيارة، فقمنا على الفور بالتحفظ عليها."

وأكد أبو الحسن أن التعامل بأمانة مع متعلقات المصابين هو جزء أصيل من عملهم، مضيفًا: "من المعتاد أن نعثر على مبالغ مالية في الحوادث، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ودائماً ما نقوم بتسليمها للأمانات دون تردد أو تفكير في قيمتها."

من جانبه، عبّر نبيل محمود، سائق سيارة الإسعاف، عن سعادته وزميله بالإشادات التي تلقوها من المواطنين، معتبرًا إياها "مكافأة من الله عز وجل على مسيرتنا المهنية التي امتدت لسنوات طويلة." وأضاف بصدق: "الفلوس لم ولن تُلفت أنظارنا، فقد رأينا الكثير والقليل خلال تعاملنا مع الحوادث، ولكن الهدف الأسمى بالنسبة لنا هو إنقاذ حياة المريض."

بدوره، أثنى الدكتور ياسر الحسيني، مدير مرفق إسعاف المنيا، على أمانة المسعفين، مؤكدًا أنهما "نموذج يُحتذى به لكافة زملائهم." وأشار إلى أن "جميع مسعفي المنيا يعملون بروح الفريق الواحد، ولا ينتظرون جزاءً إلا من الله سبحانه وتعالى، لما يقومون به من عمل إنساني نبيل في كل لحظة."

وأوضح الدكتور الحسيني أن العثور على متعلقات ثمينة في مواقع الحوادث ليس بالأمر الغريب، "ولكن ليس بتلك الكميات الكبيرة." وقدّم شكره الجزيل للمسعفين، متمنيًا لهما دوام التوفيق في عملهما الإنساني.

يذكر أن بلاغًا ورد إلى فرع الإسعاف بالمنيا يفيد بوقوع حادث مروري على الطريق الصحراوي الشرقي القديم، نتج عنه ثلاثة مصابين وحالة وفاة، وانتقلت سيارات الإسعاف على الفور إلى مكان الحادث، وبعد قيام المسعفين بإخراج المصابين من بين حطام السيارة وتقديم الإسعافات الأولية لهم، أبلغهم أحد المصابين بوجود حقيبة سفر كبيرة تحتوي على متعلقات ثمينة.

قام طاقم الإسعاف بالتحفظ على الحقيبة، وتبين لاحقًا في المستشفى أنها تحتوي على مبلغ مالي يقارب 2 مليون و690 ألف جنيه مصري، وما يزيد عن 830 جرامًا من الذهب عيار 21، تقدر قيمتها الإجمالية بنحو أربعة ملايين جنيه، وهي ملك لأحد ضحايا الحادث.

وقد تم حصر وتسليم كافة الأمانات إلى ابن الضحية، الذي أعرب عن شكره وتقديره العميقين للمسعفين أبو الحسن عبد الحميد ونبيل محمود على أمانتهما وتفانيهما في إنقاذ حياة والده والحفاظ على ممتلكاته.

تجدر الإشارة إلى أن الدكتور عمرو رشيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية، وجّه بتكريم المسعفين أبو الحسن عبد الحميد ونبيل محمود، مؤكدًا أنهما "مصدر فخر للمؤسسة وجميع العاملين بها، لما أظهراه من شجاعة في إنقاذ الأرواح وحرص على تسليم الأمانات لذويها."