إعلان

النار فوق كابلات الكهرباء.. طوارئ واستغاثات في ليلة حرق اللمبي بالإسماعيلية- صور

04:42 ص الإثنين 21 أبريل 2025

الإسماعيلية- حسام الدين أحمد وأميرة يوسف:

اقترن الاحتفال بشم النسيم في محافظة الإسماعيلية بحرق دمية ترمز للضابط "إدموند هنري" "ألنبي"، أو كما يطلق عليه الأهالي "اللمبي" المندوب السامي البريطاني خلال العقد الثاني من القرن الماضي.

وهي عادة متوارثة لكنها باتت تُمثل خطورة وعبئ على الأحياء والأجهزة الأمنية التي تُعلن حالة الطوارئ في ليلة شم النسيم كل عام، وذلك لمواجهة الحرائق التي يشعلها الصبية في مناطق سكنية مختلفة.

خرجت عن السيطرة هذا العام

الظاهرة السيئة التي لازمت الاحتفال خرجت عن السيطرة هذا العام بسبب أفعال الصبية كمًا وكيفًا، فبدلا من الاكتفاء بحرق دمية ترمز للنبي فقط، أشعل البعض دمى أخرى تعبيرًا عن غضبهم واحتجاجا على استمرار العدوان على قطاع غزة وخرق الهدنة.

لم يتوقف الأمر على حرق الدمى فقط، بل زاد الأمور سوءً إشعال النار في إطارات السيارات، التي ينبعث منها أدخنة سوداء كثيفة، إذ يصعب السيطرة عليها بشكل سريع بسبب مواد تصنيعها شديدة الاشتعال.

تحذير المواطنين

رغم مناشدة اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، الأهالي خلال تقديم التهنئة بعيد القيامة المجيد، وتحذير المواطنين أثناء حديثه لوسائل الإعلام من تلك الحرائق وأضرارها على الممتلكات العامة والخاصة، إلا أن ذلك لم يلق استجابة، إذ خرج الصبية والصغار يشعلون النيران في أكياس من القماش محشوة بمخلفات وقطع بالية من النسيج.

خطة طوارئ

استعدت إدارة الحماية المدنية والأحياء في الإسماعيلية ورجال المباحث وذلك للتصدي بخطة طوارئ لمواجهة لتلك الظاهرة في أحياء المحافظة الثلاث، إذ أشعل الصبية الإطارات ودمي للنبي أو كما يعرفه الأهالي "باللمبي"، بمدينة الشيخ زايد بحي ثالث، وسيطر رجال الحماية المدنية على الحرائق التي يشعلها مجموعات من الصبية بطريقة تخرج عن شكل الاحتفال وتصل للتخريب، لا سيما أن بعض الحرائق كانت بجوار أكشاك الكهرباء وأخرى بالقرب من وحدات محابس خطوط الغاز الطبيعي.

بلاغات واستغاثات

وتركزت الحرائق في حي ثاني بمدينة السلام، التي شهدت شوارعها إحراق إطارات السيارات، وفي منطقة المحطة الجديدة بالحي الأول، لتتلقى غرفة عمليات الحماية المدنية عدة بلاغات واستغاثات متتابعة من الأهالي بأماكن الحرائق، لا سيما التي شهدت إشعال إطارات السيارات وأدخنتها الكثيفة التي واجهتها فرق الحماية المدنية وسيطرت عليها دون حدوث خسائر.

نيران فوق الكابلات

قال أحمد العايدي رئيس حي ثالث، إن الحرائق التي أشعلها الصبية والفتية الصغار كادت أن تسبب كارثة، إذ وقعت بعض الحرائق فوق كابلات كهرباء، وأخرى بالقرب من خطوط الغاز الطبيعي.

وأضاف رئيس حي ثالث، أنه لولا التدخل بالمعدات والتعامل مع الحرائق بشكل فني لوقعت كارثة وتلفيات بالممتلكات العامة والخاصة.

وتابع أنه قضى ليلة شم النسيم في متابعة البلاغات التي ترد للتحرك الفوري بالمعدات والتدخل مع رجال الحماية المدنية لإخماد الحرائق، خاصة حرائق الإطارات التي كانت بالقرب من مداخل الشوارع والحارات.

البداية من بورسعيد

قبل نحو قرن من الزمان شهدت محافظة الإسماعيلية للمرة الأولى حرق دمية الضابط البريطاني إدموند هنري هاينمان ألنبي.

كان ذلك عقب ترحيل الزعيم الوفدي سعد زغلول ونفيه إلى جزيرة مالطا، إذ غادر أراضي الدولة المصرية عبر ميناء بورسعيد.

وحينها حرص الأهالي على الحضور وتوديعه ولم يمر الموقف بسلام إذ وقعت اشتباكات عنيفة مع القوات الإنجليزية أسفرت عن سقوط 7 ضحايا من الأهالي.

الاحتجاجات تصل الإسماعيلية

وصلت أنباء ما حدث في بورسعيد على جيرانهم في الإسماعيلية، إذ تصاعدت الاحتجاجات ضد الضابط الإنجليزي إدموند "ألنبي" عدة أيام متواصلة، إلى أن صدر قرار برحيلة عن منطقة القناة حيث كان يشرف على القوات المسيطرة على المجرى الملاحي وخط التجارة الممتد إلى الهند.

وداع يليق بالمحتل

ودع أهالي بورسعيد والإسماعيلية الضابط الإنجليزي بطريقة بقيت في الذكرى، إذ جهزوا دمية كبيرة ألبسوها زيًا يشبه شكل ولون البدلة العسكرية للقوات الإنجليزية وأشعلوا النيران فيها، إذ تزامن ذلك مع الاحتفال بشم النسيم في ذلك العام، فكانت العادة التي ارتبطت زمنيا بهذه المناسبة.

الحد من النيران

خلال الأيام الماضية، نفذت أحياء الإسماعيلية بالتعاون مع الأجهزة المعنية، حملات استهدفت جمع الإطارات القديمة لمنع حرقها.

ولم تسفر تلك الجهود عن جمع كل الإطارات بالتأكيد، لكنها قلصت أعدادها أمام الصبية، فضلا عن جمع التالف منها والملقي قي الطرقات وأمام ورش إصلاح السيارات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان