"فسيخ وبيض وخس وبصل".. رحلة أكلات شم النسيم من الفراعنة إلى موائد المصريين -صور

أسوان - إيهاب عمران:

لا تزال مائدة شم النسيم في مصر تحتفظ بأكلات وتقاليد عريقة تعود بجذورها إلى عصر الفراعنة، حيث يحرص المصريون في هذا اليوم على تناول الفسيخ والرنجة والبيض والخس والبصل والملانة كأطباق أساسية.

ويوضح الأثري والباحث في التاريخ المصري القديم، نجيب نصيف، أن هذه الأطعمة ليست وليدة العصر الحديث، بل لها ارتباط وثيق باحتفالات عيد شم النسيم منذ آلاف السنين.

ويشير إلى أن هذا العيد كان يحمل دلالات عميقة لدى القدماء المصريين، حيث كان يرمز إلى البهجة والسرور والاستمتاع بجمال الطبيعة المتجددة.

ويضيف نصيف أن اختيار السمك المملح، المعروف بالفسيخ، كان مرتبطًا بأهمية نهر النيل كمصدر للحياة والخير في مصر القديمة، أما البيض، فكان يمثل رمزًا لخلق الحياة وفقًا لنظرية الخلق التي سادت في مدينة منف القديمة، وعرف المصريون القدماء عادة تلوين البيض ونقش الدعوات والأمنيات عليه للعام الجديد، ثم وضعه في سلال من سعف النخيل وتعليقه في الظل انتظارًا لتحقيقها.

وتابع: لم يقتصر الأمر على الفسيخ والبيض، بل كان القدماء المصريون يحرصون أيضًا على تناول الخس والبصل والملانة، فقد كان الخس يعتبر نباتًا مقدسًا يرمز إلى الخصوبة، بينما كان البصل يُنظر إليه كترياق فعال لمكافحة الأمراض، أما الملانة، فكان نضجها بمثابة إعلان عن بداية فصل الربيع واعتدال الأجواء.