وجوه باسمة وسنابل ذهبية.. فرحة حصاد القمح تتحدى حرارة الطقس في أسيوط -صور

أسيوط ـ محمود عجمي:

في أجواء احتفالية تعكس فرحة عام من الجهد المتواصل، بدأ فلاحو محافظة أسيوط موسم حصاد القمح وسط تفاؤل حذر بشأن حجم الإنتاج. شهدت الحقول المترامية الأطراف، التي اكتست باللون الذهبي، حركة دؤوبة من المزارعين وأسرهم، الذين انخرطوا في عملية جمع المحصول الأساسي.

في صباح يوم مشمس، تجمع الفلاحون يحملون المناجل والسلال، حتى الأطفال تركوا ألعابهم وانضموا إلى الكبار، متحمسين للمساعدة في جني المحصول. وقد رصدت عدسة "مصراوي" مظاهر البهجة التي ارتسمت على وجوه الفلاحين، الذين عبروا عن ارتياحهم لبدء موسم الجني. وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، استمر العمل في الحقول بوتيرة منتظمة، حيث استخدم العمال المناجل لقطع سنابل القمح الناضجة بعناية، قبل تجميعها وربطها في حزم تمهيدًا لنقلها إلى نقاط التجميع المؤقتة.

تحت إشراف "عم شعبان"، الذي يمتلك خبرة طويلة في حصاد القمح، تم توزيع المهام على الجميع بدقة. استخدم البعض المناجل الحادة لقطع سنابل القمح بعناية، بينما ربط آخرون حزم القمح بأشرطة قوية، وحمل البعض الآخر الحزم على ظهورهم متجهين نحو الساحة المخصصة للتجميع. كانت الحقول الذهبية تمتد كسجادة تتمايل بالحياة، ولم يكن الأطفال أقل حماساً؛ "محمود" ذو العشرة أعوام كان يساعد في جمع السنابل المتساقطة.

وأعرب عدد من الفلاحين عن توقعاتهم الإيجابية للموسم الحالي، مشيرين إلى التزامهم بالإرشادات الزراعية الصادرة عن مديرية الزراعة بأسيوط. وأكدوا على أهمية اختيار التقاوي المحسنة والاهتمام بعمليات الري والتسميد ومكافحة الآفات خلال مراحل نمو المحصول.

اللواء دكتور هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، تابع عملية حصاد ودرس القمح لموسم 2025، والتحقق من سير العملية بسلاسة استعدادًا لتوريدها إلى الشون والصوامع. كما عمل على توعية المزارعين بأهمية توريد القمح لضمان الأمن الغذائي؛ مشيرًا إلى توفير 28 مركز تجميع وشونة وهنجر موزعين على 13 مركز وحى بالمحافظة. وذلك وفقًا للإجراءات التي تم اتخاذها لتسهيل عملية الاستلام والتوريد للشون والصوامع.

وأكد محافظ أسيوط، ارتفاع نسبة توريد محصول القمح المحلى موسم 2025 إلى 11 ألف طن بالمواقع التخزينية التي يبلغ عددها 28 شونة وصومعة ومركز تجميع بمختلف مراكز ومدن المحافظة.

وأصدر محافظ أسيوط تكليفاته لوكيل وزارة الزراعة، المهندس خميس محمد علي، وخالد محمد أحمد، وكيل وزارة التموين، بالمتابعة المستمرة لأعمال الحصاد وتوريد محصول القمح للصوامع وأماكن التجميع المخصصة لذلك. وذلك بالتنسيق مع رؤساء المراكز والقرى وكافة الجهات التنفيذية، بالإضافة إلى التنسيق مع مسئولي البنك الزراعي المصري والشركة المصرية للصوامع وشركة مطاحن مصر الوسطى للانتهاء من كافة التجهيزات لاستقبال الأقماح المحلية.