في عيد العمال.. أحد بناة السد العالي يفتح صندوق الذكريات: "عملنا بحب وتحدينا الموت" -صور

بمناسبة الاحتفال بعيد العمال، يستعيد "مصراوي" ذكريات ملهمة لأحد عمال مصر الأبطال الذين سطروا تاريخًا من العطاء والتضحية في بناء المشروعات القومية العملاقة، وعلى رأسها السد العالي بأسوان، "أهم مشروع هندسي في القرن العشرين" كما وصفته هيئة السدود الدولية.

"نجوت من الموت مرتين وقفزت في النيل لأسلم على الرئيس عبد الناصر والريس عزمني على العشاء".. بهذه الكلمات استهل "المهدي شاكر"، أحد بناة السد العالي، حديثه عن أبرز ذكرياته خلال سنوات العمل في هذا المشروع الوطني الضخم، الذي التحق به بعد تخرجه من المدرسة الثانوية الصناعية بأسوان.

وأضاف أن العمال المصريين أثبتوا كفاءة عالية في تشغيل كافة المركبات والمعدات بالسد، وهو ما أثار إعجاب الخبراء الروس أنفسهم.

وتابع "كنت أول مصري يعمل على كراكة روسية عملاقة، كان العمل عليها مقتصرًا في البداية على الروس فقط. كانت تعمل بواسطة 5 مولدات كهرباء بقدرة 6 آلاف فولت، وكان ثمنها باهظًا آنذاك، حيث وصل إلى ربع مليون جنيه في مطلع الستينات".

وعن ظروف العمل الصعبة، أكد "شاكر": "كنا نعمل بحب ورغم أنني تعرضت للموت مرتين، إلا أنني كنت أعود للعمل وكأني ذاهب للفسحة".

وأشار إلى حصوله على 4 ميداليات خلال فترة عمله بالسد العالي، والتي أهداها لمتحف النيل ليراها الزوار ويتعرفوا على تاريخ بناة السد.

من الذكريات الخالدة في ذهنه، لقاؤه بالرئيس جمال عبد الناصر أثناء تفقده للمشروع في احتفال تحويل مجرى النيل: "لمحني الرئيس وأشار لي، فمن فرحتي قفزت من الكراكة في النيل وسبحت لمصافحته عن قرب وهو يستقل اللنش النهري الكبير. وجه لي الرئيس الدعوة على العشاء في الاحتفال وأعطاني ميدالية من الطبقة الخامسة".

من جانبه، أوضح محمد النوبي، سكرتير جمعية بناة السد العالي بأسوان، أن دور الجمعية هو توثيق ذكريات العمال والمهندسين المشاركين في إنشاء السد العالي، حيث تم توثيق نحو 300 من المشاركين بالصوت والصورة، مؤكدًا أنهم ثروة هائلة تتناقص يومًا بعد يوم بسبب الوفاة.

وفي ختام حديثه، وجه سكرتير عام جمعية بناة السد العالي الشكر والتحية لكل عمال مصر، بناة الحضارة وأصحاب الإنجازات، في يوم عيدهم.