تيريزا كلارك.. قصة سيدة إنجليزية باعت كل شيء لتعيش وتموت في الأقصر
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
الأقصر- محمد محروس:
على أرض الأقصر، حيث عبق التاريخ ونبض الحضارة، أسدلت الحياة ستارها الأخير على قصة استثنائية كتبتها سائحة إنجليزية، لم تكن زائرة عابرة، بل عاشقة وجدت في الأقصر ملاذ الروح، تيريزا كلارك، التي ودعت الحياة أمس الإثنين، بعد 17 عاماً من الاستقرار بين جنبات المدينة التي أسرتها بجمالها ودفء أهلها.
لم تكن بداية الحكاية كأي زيارة سياحية عادية، جاءت تيريزا إلى مصر، وكغيرها من السائحين، زارت الأقصر، ففتنتها المعابد، وسحرها النيل، وأدهشها البساطة والنبل في عيون الصعايدة، لكنها لم تكتف بالإعجاب، بل اتخذت قراراً غير مسار حياتها بالكامل.
في مطلع عام 2008، عادت إلى الأقصر، ولكن هذه المرة لم تكن سائحة، جاءت ومعها كل ما تملك: أموالها، مقتنياتها، وأحلامها، لتبني بيتاً في منطقة العوامية، وتبدأ فصلاً جديداً من حياتها، اختارت فيه أن تكون واحدة من أهل المكان.
وفي العام التالي، لم تحتفظ تيريزا بالسحر لنفسها، دعت شقيقتها "باربرا كلارك" إلى مشاركتها التجربة، وأقنعتها بأن جمال مصر لا يشبه أي مكان في العالم، جاءت باربرا، واستقرت الشقيقتان معاً، تعايشتا مع أهالي الأقصر، وتغلغلتا في نسيج المجتمع كأنهما منه.
تيريزا لم تكن تحب مصر فقط، بل كانت ترى فيها وطناً، لطالما عبرت عن عشقها العميق للأقصر، التي قررت أن تكمل فيها ما تبقى من حياتها، حتى إنها أوصت بأن تدفن فيها بعد رحيلها، اليوم، تحقق وصيتها، فغادرت الحياة في المكان الذي منحها السكينة والانتماء، لتدفن على أرض أحبتها بصدق.
رحلت تيريزا كلارك، لكن قصتها ستبقى شاهدًة على أن الوطن ليس بالولادة فقط ولكن بالشعور والانتماء.
فيديو قد يعجبك: