البيت النوبي بالأقصر.. حصن التراث وباب رزق لفتيات وسيدات الجنوب -صور

الأقصر- محمد محروس:

يعد "البيت النوبي" في قرية البغدادي جنوب الأقصر أحد أهم الحصون التي تحمي التراث النوبي والحرف اليدوية من الاندثار، منذ تأسيسه عام 2007، لعب دورًا محوريًا في إعادة إحياء الصناعات التقليدية وتدريب عشرات الفتيات على إتقانها وتحويلها إلى مصدر رزق كريم.

البيت الذي بني على الطراز النوبي ويتكون من طابقين ومندرة تقليدية لاستقبال الزوار، يحتضن ورشًا لإنتاج الفخار، والسجاد، والكليم، والخرز، والفركة، ورسم الحناء، والخوص، ويعكس روح الهوية النوبية في كل زاوية من زواياه.

قالت منال عواجه، مديرة البيت النوبي، إن المكان لا يقتصر على الحفاظ على التراث فقط، بل أصبح مركزًا للتنمية الحرفية والاقتصادية، حيث يمكن الفتيات من اكتساب مهارات الصناعة اليدوية، ثم يفتح أمامهن أبواب التسويق والمشاركة في المعارض المحلية والدولية.

وأضافت فاطمة محمد، إحدى العاملات، أن مشاركتها في البيت النوبي ساعدتها على بدء مشروعها الخاص، مؤكدة أن العديد من النساء والفتيات يحصلن على قروض ميسرة من جهاز تنمية المشروعات لتمويل مشروعاتهن الصغيرة، مما يعود بالنفع على الأسر النوبية والقرى المجاورة.

أما إيمان محمود، فترى أن البيت النوبي نجح في نشر ثقافة التدريب، حيث يتم إعداد نحو 150 فتاة سنويًا على الصناعات اليدوية، ليبدأن بعد ذلك مشروعاتهن الخاصة في قراهن، بدعم فني وتسويقي من إدارة البيت.

ويؤكد سمير حجازي، رئيس الاتحاد المصري للجمعيات الأهلية والمشرف على البيت النوبي، أن الفتيات يخضعن لتدريب متخصص بحسب الحرفة التي يخترنها، مثل صناعة الشال الحرير، أو السجاد اليدوي، أو الفخار، ثم يتم دمجهن في الإنتاج، مع توفير منافذ لعرض منتجاتهن كهدايا سياحية في المعرض الدائم داخل البيت.

البيت النوبي لا يستقطب الفتيات فقط، بل يشد انتباه السياح الذين يحرصون على زيارة المكان والتقاط الصور أثناء العمل داخل الورش، منبهرين بجمال ودقة الصناعات اليدوية، ليحمل السائح هذه الذكريات معه، مصحوبة بصور تذكارية بجوار فتيات يصنعن الفن والتراث بمهارة أحفاد الفراعنة.

كما يعمل البيت النوبي على تسويق المنتجات عبر المعارض التي تقام بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، وجهاز تنمية المشروعات، ومعرض شباب الخريجين، مؤكدًا بذلك دوره كمؤسسة تنموية وثقافية تحافظ على الهوية وتفتح آفاقًا اقتصادية للفتيات والسيدات في الأقصر.