قبر مجهول في ليفربول.. حكاية توماس فيرفول وفضيحة هزت كرة القدم الإنجليزية
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت-هند عواد:
على بُعد ميلين ونصف شرق ملعب أنفيلد، وفي زوايا مقبرة "ويست ديربي" التي تعكس تاريخ ليفربول الطائفي، يرقد جسد توماس فيرفول منذ أكثر من سبعة عقود.
أو على الأقل، يُفترض ذلك. فحتى اليوم، لا أحد يعرف على وجه الدقة أين دفن لاعب ليفربول السابق، الذي كان في يوم من الأيام في قلب أكبر فضيحة تلاعب في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.
ذكرت صحيفة "ذا أثليتيك"، أنه يُفترض أن يكون فيرفول دُفن في مقبرة "ويست ديربي" عام 1952/ إلا أن ثلاثة أقسام تحمل نفس رقم مقبرته، وسجلات ديانته مفقودة، ما يجعل قبره لغزًا غامضًا؟
اللاعب الذي سقط من الذاكرة
توماس فيرفول، الاسكتلندي الذي لعب 71 مباراة لليفربول بين عامي 1913 و1915، لم يكن نجمًا ساطعًا، لكنه كان يتمتع بسمعة الصرامة والانضباط كلاعب خط وسط دفاعي، وُصف أنه "اللاعب الأكثر ثباتًا" في فريق عانى كثيرًا في تلك الفترة.
ودخل اسم فيرفول كتب التاريخ ليس بسبب مهاراته في الملعب، بل لدوره في مباراة مليئة بالجدل، لعبت على ملعب أولد ترافورد في الثاني من أبريل 1915، قبل نهاية موسم الدوري بفترة وجيزة، وقبل توقف المسابقات بسبب الحرب العالمية الأولى.
في ذلك اليوم، فاز مانشستر يونايتد على ليفربول 2-0 في مباراة أثارت الشكوك فور انطلاقها، وذكر أن تقرير "أثليتيك"، أن الصحفيين والمراقبين سجلوا ملاحظاتهم حول أداء غريب من كلا الفريقين، وغياب الروح القتالية، وحتى إهدار ركلة جزاء بشكل وصفته الصحف بأنه "مثير للسخرية".
وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، تم فتح تحقيق رسمي، شملت الإدانة سبعة لاعبين من الفريقين، من بينهم فيرفول، بتهمة التلاعب بالنتيجة لصالح مانشستر يونايتد، الذي كان مهددًا بالهبوط.
وتبيّن أن جاكي شيلدون، زميل فيرفول السابق في مانشستر يونايتد، كان وسيطًا رئيسيًا في العملية، وأظهرت تفاصيل التحقيق لقاءات ليلية بين اللاعبين في حانات مانشستر، وتداولًا مشبوهًا للرهانات في بلدة أحد المتورطين.
بررت الصحيفة، أنه في ظل الحرب وركود الاقتصاد الكروي، وجد بعض اللاعبين أنفسهم في مواجهة شبح البطالة وانهيار الدخل، وكان فيرفول، البالغ من العمر 34 عامًا حينها من بينهم، إذ أنه كان يدرك أن مستقبله في الملاعب على مشارف النهاية، ورأى في الرهان فرصة أخيرة لجني بعض المال قبل أن تتوقف الحياة الطبيعية.
وبعدها صدر الحكم في التحقيق، ومنع فيرفول مدى الحياة من ممارسة كرة القدم، ووصف الاتحاد الإنجليزي أفعالهم بأنها "تقويض لبنية اللعبة وتشويه لنزاهتها".
وفي عام 1919، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، صدر عفو عن اللاعبين الذين أبدوا ندمًا وانضموا إلى المجهود الحربي، وعاد معظمهم إلى الملاعب، لكن فيرفول لم يعرف له موقف علني، لا ندم ولا دفاع.
واعتزل فيرفول كرة القدم بهدوء، وافتتح شركة سيارات أجرة في أحد الأحياء الفقيرة رفقة حارس مرمى إيفرتون السابق، وبعدها، تلاشى من الذاكرة العامة حتى ظهر اسمه كضيف في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1950، بدعوة من ناديه السابق ليفربول.
اقرأ أيضًا:
لائحة الفيفا.. مستند يحسم جدل مستحقات زيزو عند الزمالك
بحضور وزير الشباب والرياضة.. ملوك اللعبة يسيطرون على نصف نهائي بطولة الجونة الدولية للإسكواش 2025
فيديو قد يعجبك: