يحارب الكوليسترول الضار.. مشروب ساخن يقي من مرض السكر

09:00 م الأربعاء 14 مايو 2025

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سيد متولي

ارتفاع الكوليسترول مشكلة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ووفقًا لهيئة الخدمات الصحية البريطانية، تُعاني النساء من ارتفاع نسبته بنسبة 56%، مقارنةً بـ 49% من الرجال.

وبحسب صحيفة إكسبريس البريطانية، يراقب خبراء الرعاية الصحية مستويات الكوليسترول من خلال فحوصات الدم، والتي عادةً ما تُعطي قراءات لكلٍّ من البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) .

ويُطلق على البروتين الدهني عالي الكثافة اسم الكوليسترول "الجيد" لأنه يُساعد على إزالة الكوليسترول الضار من مجرى الدم. في المقابل، يميل كوليسترول LDL إلى التراكم في الشرايين.

ويؤدي هذا التراكم إلى تضييق وتصلب جدران الشرايين، ما يعيق تدفق الدم بسلاسة، ويشجع على تكوين رواسب دهنية خطيرة، قد تؤدي هذه الرواسب إلى جلطات دموية، ما يشكل مخاطر جسيمة على القلب والدماغ.

وتوجد طرق فعّالة يمكن للأفراد اتباعها للتحكم في مستويات الكوليسترول المرتفعة، وبينما تُعدّ الأدوية خط دفاع أول قوي، فإن تعديلات النظام الغذائي يمكن أن تخفض الكوليسترول بشكل ملحوظ، وفقًا لتقرير "سوري لايف" .

بعض الأطعمة والمشروبات لها دور، لكن بعضها الآخر قد يساعد أيضًا في خفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم، إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول وترغب في الحفاظ على صحتك، ففكر في إضافة الشاي الأخضر إلى نظامك الغذائي اليومي.

ويُعرف الشاي الأخضر، الذي يُعدّ من أكثر المشروبات الصحية، بخصائصه المُعزّزة لعملية الأيض وقدرته على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) لدى كلٍّ من الأشخاص الأصحاء والمعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، ومع ذلك، لا يبدو أنه يؤثر على مستويات الكوليسترول الجيد (HDL).

ويكمن سرّ فوائد الشاي الأخضر الصحية في محتواه من الفلافونويدات، وهي مضادات التهاب قوية تساعد على تكسير لويحات الكوليسترول الضار في الشرايين.

وأظهرت دراسات أجريت على البشر والحيوانات أن الشاي الأخضر، وخاصةً مركبه النشط، إيبيغالوكاتشين غالات (EGCG)، يرتبط بخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول الكلي. كما أن EGCG، وهو مضاد أكسدة قوي موجود في الشاي الأخضر، قد يساعد في تخفيف الالتهاب، مما قد يفيد حالات مثل التهاب القولون التقرحي، وأمراض الأمعاء الالتهابية، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان.

والشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة، وخاصةً الكاتيكين، وهو يُكافح الالتهابات بشكل ملحوظ من خلال تحييد الجذور الحرة وتقليل الإجهاد التأكسدي، كما قد يُساعد هذا المشروب على خفض مؤشرات الالتهاب، مثل البروتين التفاعلي-سي (CRP) والإنترلوكين-6 (IL-6).

وعلاوة على ذلك، تُحسّن البوليفينولات الموجودة في الشاي الأخضر وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وهو جانب أساسي للحفاظ على صحة القلب، ويُمكن أن يكون الشاي الأخضر، المشروب الغني بمادة EGCG، سلاحًا فعالًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، عن طريق خفض مستوى الجلوكوز في الدم أثناء الصيام وتعزيز حساسية الأنسولين، وثبت أن الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر تُؤثر إيجابًا على الصحة الأيضية.

وتشير الأبحاث إلى أن تناول الشاي الأخضر يمكن أن يساعد في خفض مستويات سكر الدم أثناء الصيام ومستوى الهيموجلوبين السكري (HbA1c)، وهو مؤشر على التحكم في سكر الدم على المدى الطويل، وقد وجد تحليل تلوي شامل أُجري عام 2019، وشمل 27 دراسة، أن تناول الشاي الأخضر على المدى القصير والطويل يرتبط بانخفاض مستويات سكر الدم أثناء الصيام.

واكتشف تحليل تلوي آخر، شمل هذه المرة 17 تجربة عشوائية محكومة، أن تناول الشاي الأخضر أدى إلى انخفاض كبير في نسبة الجلوكوز في الدم الصائم (FBG) والهيموجلوبين السكري (HbA1c).

وإذا كنتَ جديدًا على الشاي الأخضر، فإدراجه في نظامك الغذائي سهل، يمكنكَ نقع أكياس الشاي أو أوراقه في الماء الساخن لعدة دقائق، أو خلط مسحوق الماتشا في الماء الساخن أو الحليب للحصول على مشروب لذيذ.

ويختلف تأثير الشاي الأخضر على مستويات السكر في الدم باختلاف وتيرة ومدة تناوله، تشير الدراسات إلى أنه للاستفادة من فوائده المحتملة، قد يحتاج الشخص إلى تناول الشاي الأخضر بانتظام، ربما حوالي أربعة أكواب يوميًا.

ويتميز الشاي الأخضر بانخفاض سعراته الحرارية ومحتوى كافيين أقل مقارنةً بالقهوة، ما يجعله مشروبًا صحيًا ومنعشًا، بالنسبة لغالبية الناس، يُعتبر تناول الشاي الأخضر باعتدال - حتى 8 أكواب يوميًا - آمنًا بشكل عام.
ورغم الإشادة الكبيرة بالشاي الأخضر لفوائده الصحية المحتملة، من المهم تذكّر أنه لا ينبغي استخدامه كبديل للعلاجات التقليدية لمرض السكري أو غيره من الحالات الصحية، استشر دائمًا طبيبا للحصول على النصائح .

فالشاي الأخضر يحتوي على الكافيين، الذي قد يُسبب اضطرابات في النوم لدى بعض الأشخاص، كما أن الإفراط في تناوله قد يُعيق امتصاص الحديد، علاوة على ذلك، يمكن للمركبات الموجودة في الشاي الأخضر أن تتفاعل مع بعض الأدوية، ما يجعل من الضروري مناقشة ذلك مع الطبيب، خاصة إذا كنت تتناول أدوية منتظمة.