إعلان

كانت ها هنا " حركة " تدعو للسلام

سليمان جودة

كانت ها هنا " حركة " تدعو للسلام

سليمان جودة
07:00 م الأحد 27 أبريل 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا يكاد الواحد منا يطالع شيئاً عن حركة " السلام الآن" حتى يفتش في تفاصيل ما يطالعه عن الجديد في مسيرة هذه الحركة.

فالحركة كانت قد نشأت في ١٩٧٨ في إسرائيل، ومن تاريخ نشأتها نفهم أنها كانت نشأة موازية لمفاوضات كامب ديفيد التي جرت بين مصر وإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك في عام ١٩٧٨ أيضاً، وكانت برعاية الإدارة الأمريكية الحاكمة وقتها في البيت الأبيض بقيادة الرئيس جيمي كارتر.

كان الرئيس السادات زار إسرائيل في العام السابق على عام المفاوضات، وكانت المفاوضات قد انطلقت في السنة التالية، وكانت معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب قد انعقدت في مارس ١٩٧٩، ولا تزال هي الإطار الحاكم للعلاقات بين العاصمتين.

في هذه الأجواء كلها نشأت الحركة، وأحدثت زخماً وقت ظهورها، وكانت أخبارها تملأ وسائل الإعلام في ذلك الوقت، وكانت تقوم على أساس الدعوة إلى أن يسود السلام بين إسرائيل ودول المنطقة، وكانت تقول دائماً إن الحرب ليست حلاً ولن تكون، وإن الدولة العبرية إذا أرادت علاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية من حولها، فلا حل سوى السلام الحقيقي الذي يقوم على مبادئ راسخة يحترمها الطرفان، ولا حل سوى قيام دولة فلسطينية. بهذا وحده آمنت هذه الحركة منذ نشأت، ثم راحت تُروّج لما آمنت به واعتقدت فيه.

على هذا الأساس نشأت الحركة وظهرت، وعلى هذا الأساس راحت تمارس مهمة رأتها لنفسها باعتبارها منظمة أهلية غير حكومية.

ولكن اللافت أن صوتها بدأ يخفت قليلاً قليلاً، ولم تعد حاضرة في المشهد العام داخل إسرائيل كما كانت حاضرة من قبل، وكان خفوت صوتها وعدم حضورها دليلاً على أن الذين يؤمنون بالسلام الذي تدعو إليه لم يزيدوا داخل إسرائيل، بل ربما يكونون قد نقصوا عما كانوا عليه وقت ظهور الحركة في السبعينات.

وفي الحادي والعشرين من أبريل أصدرت بياناً مهماً، وفيه حذرت من عواقب توسع حكومة التطرف في تل أبيب برئاسة بنيامين نتنياهو في الموافقة على المزيد من الاستيطان في الضفة الغربية، وقالت في بيانها المنشور على موقعها الإلكتروني وعلى منصات عدة إن هذه الحكومة لا بد أن تتوقف عن هذه السياسة التي لن تؤدي الى أي سلام، ولا بالتالي إلى أي أمن أو استقرار في المنطقة تتصوره حكومة نتنياهو أو تتوهمه .

وليست هذه هي المرة الأولى التي تحذر فيها الحركة من الانفلات المجنون الذي تمارسه حكومة نتنياهو على كل مستوى مع الفلسطينيين في الضفة، فضلاً عما تمارسه من إبادة في حق الفلسطينيين في قطاع غزة.

ولكن المشكلة أن صوت حركة كهذه يضيع وسط أجواء الهمجية الإسرائيلية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة معاً.

فهل يمكن أن يأتي يوم تعود فيه الحركة إلى زخمها القديم؟ .. هذا وارد طبعاً، لأن الأمل قائم طول الوقت في أن تجيء حكومة في تل أبيب توقف هذا الجنون الحاصل، ثم تلوذ بالسلام باعتباره الحل الذي لا حل سواه .

إعلان

إعلان