إعلان

حسام زايد يكتب: بين الحياة السرمدية وحياة السرسجية.. شعبٌ على الحافة

حسام زايد

حسام زايد يكتب: بين الحياة السرمدية وحياة السرسجية.. شعبٌ على الحافة

حسام زايد
01:41 م الأربعاء 16 أبريل 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ساخر اختياريًا، واقعي اضطراريًا!

في عالم تتشابك فيه المفاهيم، وتتبدد فيه البوصلة الأخلاقية تحت ضغط "اللايك والترند"، يجد الإنسان نفسه في مفترق طريقين: أحدهما يقوده إلى حياةٍ سرمدية، وأخرى تدفعه لحياةٍ سرسجية.

الحياة السرمدية:

حياةٌ وُعد بها كل من آمن، وأحسن، وصدق، وسعى في الأرض طيبًا.

لا رشوة، لا كذب أبيض ولا أسود، لا خداع على شكل "كومبو عرض"، ولا شهادات مزورة بتريند "حياتك هتتغير في أسبوع".

الحياة السرمدية لا تعرف الواسطة، ولا "الدخول للمكان من باب الـ VIP في الحساب"، ولا تسهيلات خاصة لأصحاب الكابتشينو المزدوج.

أما حياة السرسجية.. فحدث ولا حرج.

هي فلسفة قائمة على: "اللي ييجي في الريح خليه يريح"، ونمط حياة يرى أن الالتزام قيمة قديمة زي شريط الكاسيت، والضمير مجرد نغمة انتظار في مكالمة لا أحد يرد عليها.

في حياة السرسجية:

- الكذب مهارة اجتماعية.

- الاحتيال حيلة للفهلوة.

- الإيمان بالله؟ مجرد خلفية رمضانية على الفيسبوك.

السؤال هنا:

كيف نُبقي قدمًا في الطريق السرمدي، بينما تُغرقنا أمواج السرسجة بلا توقف؟

السرمديون:

يُراجعون نواياهم قبل النوم.

يُعيدون النظر في أفعالهم ولو كانت في السر.

لا يطلبون مجدًا، بل رحمة.

السرسجية:

يُراجعون الستوري في نص الليل.

يفتشون عن آخر "تحدي"، ويعيدون نشره مع شوية فلتر وعنوان "أنا مختلف".

يتباهون بفك شيفرة الحياة عن طريق حذف كلمة "ضمير" من القاموس.

المفارقة العجيبة:

أن السرسجي قد يحصل على جمهور، ومعجبين، وصفقات إعلانات لمنتجات لا يعرف ما فائدتها…

بينما السرمدي… قد يحصل على راحة ضمير، وراحة بال، وبعض الهمسات الروحية التي لا تُترجم إلى لايكات، لكنها تهز السماوات.

ورغم سوداوية الصورة يبقى هناك أملٌ عنيد.

فما زال هناك من:

- يصلي لله، لا لجمهوره.

- يردّ الأمانة، حتى لو لم يُكتشف سرقتها.

- يختار أن يكون إنسانًا... مش "كاريزما فيك" على Reels.

ولأجل هؤلاء – القلائل، النادرين – ستبقى السرمدية حيّة، وستظل السرسجية مهما علا صوتها… موضة موسمية، زي قميص هاواي في عز الشتا.

إعلان

إعلان