إعلان

جنازة سليمان عيد والتجاوزات ضد الصحفيين

أحمد سعيد

جنازة سليمان عيد والتجاوزات ضد الصحفيين

أحمد سعيد
08:48 م الثلاثاء 22 أبريل 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

جاء خبر رحيل الفنان الجميل، طيب القلب، سليمان عيد، ليمثل صدمة للجميع، سواء في الوسط الفني، أو الصحفي ولكل محبيه، وعشاق فنه، الذين حزنوا علي فراق فنان، طالما أسعدنا بأعماله الجميلة، مثل "الإرهاب والكباب"، و"طيور الظلام"، و"النوم في العسل"، و"همام في أمستردام"، وغيرها .

كما أمتعنا طوال شهر رمضان الماضي بمسلسلات "سيد الناس"، و"عقبال عندكوا ". وأطل علينا بخفة دمه المعهودة في برنامج " برود كاست " لحسن عسيري .

كان آخر أعماله على شاشة السينما فيلم "فأر بسبع أرواح". والذي جسد فيه شخصية "ميت"، وهي مفارقة غريبة. وأذكر أنني شاهدت له لقاء علي قناة "الشرقية العراقية" مع الزميل الصحفي والإعلامي "محمد سعد" أثناء العرض الخاص للفيلم، وقال عنها الزميل محمد سعد: "إنه لاحظ علامات التعب على وجهه، لكنه لم يشأ أن يقلقه".

لعل ما حدث مع الفنان الجميل سليمان عيد، حدث مع الفنان الراحل الضيف أحمد عام ١٩٧٠ عندما انتهى من أداء البروفة الجنرال لمسرحية "الرجل اللي جوز مراته" وكان يؤدي فيها شخصية رجل "يموت" ويوضع في "تابوت".

وبعد انتهاء الضيف أحمد من أداء البروفة عاد إلى منزله، وشعر بإرهاق كبير وفاجأته نوبة قلبية، توفي على إثرها، بعدما تم نقله للمستشفى .

رحم الله سليمان عيد الذي أسعد الملايين بفنه الراقي .

ولكن من غير المقبول على الإطلاق، ما حدث بعد جنازة الفنان الجميل الطيب من المخرج "محمد السباعي" وزوجته "آية سماحة"، وإساءتهما للمصورين الصحفيين على صفحة المخرج على مواقع التواصل الاجتماعي، بألفاظ وعبارات غير لائقة وفيها إهانة بالغة للصحفيين والمصورين. بجانب ما كتبه المخرج علي صفحته عن الزميل الصحفي المتميز "خالد فرج"، وهو ما أثار الغضب البالغ للصحفيين، وأصدرت شعبة المصورين بنقابة الصحفيين بيانا شديد اللهجة نددت فيه بما حدث، وأشارت إلى أنه يعتبر اعتداء مباشرا على كرامة المهنة الصحفية، والدور الذي تقوم به في توثيق الأحداث، ونقل الصورة .

وأكدت أن علاقة الصحفيين والمصورين مع الفنانين ليست علاقة عدائية، ولكنها علاقة ود ومحبة، ويجب أن يسودها الاحترام المتبادل بين الطرفين، بعيدا عن الإهانات الرخيصة .

وأعقبها إصدار المخرج" محمد السباعي "وزوجته، بيانا توضيحيا لما حدث، وأكدا فيه على احترامهما الكامل للصحفيين .وهو تصرف جيد منهما،

لكنني لم أر في بيان المخرج أي كلمة اعتذار أو أسف، على ما بدر منه تجاه الصحفيين، بل إنه حملهم نتيجة ما حدث، وكنت أتمني أن يكون هناك اعتذار صريح، وواضح، لأن الإهانة كانت بالغة .

لكن الشيء الذي أثلج صدور الصحفيين هو تصريحات نقيب الممثلين المحترم د. أشرف زكي، التي قال فيها: "باسمي وباسم كل فناني مصر نقدر جميع الصحفيين، والمصورين المصريين، الذين نعتبرهم شركاء، ونحن وجهان لعملة واحدة".

نعم يجب احترام حرمة وقدسية الموت في تناول وتصوير الجنازات .

ونعم يجب مراعاة مشاعر الحزن، وأن الجميع من حقه أن يعبر عن أحزانه لفراق ووداع أي زميل أو زميلة، دون مضايقة من أحد .

ولذلك هناك اتفاق تم بين نقابتي الصحفيين والممثلين على وضع ضوابط لتغطية جنازات وعزاءات الفنانين .

منها أن تصوير الجنازة هو مكان عام مسموح به دون تجاوز، أو دخول المدفن، أما العزاء فهو مكان خاص يجب استئذان أصحابه .

وبالتأكيد تصوير الجنازات هو عمل توثيقي للأجيال القادمة، ولمحبي الفنان في كل مكان وكل عصر، خاصة الذين لم يتمكنوا من وداعه .

ولولا ذلك لما شاهدنا جنازة "أم كلثوم"، و"عبد الحليم"، والتي استخدمت، بعد ذلك في أعمال لتكريمهما .

فالفنان له محبون في أكثر من مكان وأكثر من عصر .كما أن كل من سيشاهدها، في أي وقت وأي زمن، سيدعو للفنان بالرحمة، وهو شيء بالتأكيد يتمناه كل أقارب ومحبي الفنان.

والعلاقة بين الفنان والصحفي، هي علاقة صداقة ومحبة، وعلاقة تكاملية، لا يجب أن يأخذها البعض إلى منحنى آخر .ما أنني أطالب بمقاطعة جموع الصحفيين، لأي أخبار تخص أي فنان يتجاوز بعد ذلك، في حق أي صحفي، لأن كرامة الصحفيين خط أحمر، لن نقبل أبدا أن يتجاوزه أحد .

إعلان

إعلان